شن رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد هجوما عنيفا على السياسة الأمريكية والبريطانية في العراق، واصفا ما يقوم به البلدان بأنه إرهاب.
وتسببت كلمات مهاتير محمد (80 عاما) في انسحاب سفير بريطانيا لدى ماليزيا بروس كليجورن من مؤتمر لحقوق الإنسان.
وقال كليجورن في بيان: "للأسف وجدت نفسي أستمع إلى سباب وتقديم صورة خاطئة عن بلادي. ولذلك انسحبت".
و ذكر مهاتير وهو أحد المنتقدين صراحة لأسلوب الغرب إزاء حقوق الإنسان أن السياسات البريطانية والأمريكية أدت إلى قتل عدد من العراقيين أكبر من العدد الذي اتهم رئيس العراق المخلوع صدام حسين بقتله.
وأبلغ مهاتير المؤتمر بأنه قبل الغزو الذي قادته أمريكا للعراق عام 2003 أدت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة إلى موت نحو 500 ألف طفل هناك.
وقال: "عندما حدث ذلك أين كان الناس المهتمون بحقوق الإنسان؟. هل فضحوا منتهكي حقوق الإنسان ببريطانيا وأمريكا.. هل احتجوا ضد حكوماتهم. لا لأن العدو يتم قتله".
وأضاف أن بريطانيا وواشنطن شنتا الغزو بناء على ذرائع كاذبة وانتهكتا القوانين الدولية بشأن حقوق الإنسان.
وقال: جاء طيارو القاذفات البريطانية والأمريكية دون أي مواجهة وهم آمنون ومستريحون في طائراتهم الحديثة وضغطوا على أزرار لإسقاط قنابل لقتل وتشويه أناس حقيقيين كانوا مجرد أهداف. مضيفا أن هؤلاء القتلة يعودون ويحتفلون بأداء مهمتهم.
وتابع رئيس وزراء ماليزيا السابق: من هم الإرهابيون؟ هل هم الأشخاص الموجودون بالأسفل ويتعرضون للقصف أم من يقومون بالقصف؟ ومن منهم سلب حقه؟.
وكانت السفارة الأمريكية قررت عدم إرسال وفدها للاستماع إلى كلمة مهاتير تمشيا مع مواقف بعض جماعات حقوق الإنسان التي قاطعت الكلمة.
ولكن مهاتير الذي يشارك في لجنة عالمية تدعم دفاع صدام في محاكمته المقبلة لم يتراجع. وقال: مادام لهم الحق في انتقادي فيجب عليهم أن يعطوني حق انتقادهم. ولكن إذا كنتم لا تريدون سماع انتقاداتي لهم فإنكم بذلك تحرمونني من حق الكلام.