الكل يتابع أحداث اللاعب ياسر القحطاني.. والمبالغ الهائلة الضخمة التي ستصرف عليه لمجرد اللعب في صفوف أحد الأندية..
ثم دعونا نرجع للوراء قليلاً.. فقبل عدة أسابيع أطلت علينا إحدى الصحف بخبر مضمونه أن هناك (تحفيزات) لأفراد منتخبنا الوطني بتقديم مكافأة مالية قدرها (نصف مليون ريال!!!) لكل لاعب سعودي.. فضلاً عن المشرفين والإداريين والفنيين.. مقابل الفوز في المباراة القادمة فقط..وذلك لمجرد التأهل لكأس العالم!!!
وفعلاً فاز (الصقور الخضر) كما يحب أن يسميه عشاقه.. وبذلك استحقوا هذه المكافأة الدسمة..
بينما طالعنا خبر آخر في صحيفة أخرى مفاده.. تقديم (مساعدات) طال إنتظارها بقيمة (عشرة ملايين ريال فقط)مقابل إفتتاح (330) مركز صيفي يضم في جنباته عشرات الآلاف من الشباب!!!
مفارقات عجيبة في النسب الصرفية مابين الخبرين سواء في الكم والعدد!!!!
عجباً والله إن بقينا في هذه المتاهات دون أن نتحرر منها!! لانعلم كيف ترسخت بداخلنا قناعات قوية بأن المجد يأتي من اللعب واللهو..
فها نحن نرى كيفية تسخير القنوات والإذاعات في نقل الأحداث الرياضية, فضلاً عن استقدام المحللين والخبراء والمختصين
في هذا المجال الرياضي!!! ويزيد الأمر عجباً نرى تحليلات أشبه بتحليلات وخطط (حربية) فنسمع مصطلحات مرعبة مخيفة..
(ميسرة اللعب.. هجوم مضاد.. انقضاض على الخصم.. مساندة خلفية... دعم هجومي.. تكتيكات محورية... الخ!!!)
ويستمر التحليل لساعات طوال...
بينما نجد برنامج ثقافياً أو دينياً يستضيف عالماً أو مفكراً على نفس القناة لاتتجاوز فترته الزمنيه ساعة واحدة..وتتخلله الكثير من الفواصل الدعائية!!!
نعود..
إن في مجتمعنا خللاً كبيراً في معرفة فضل العلم والتعلم.. فنجد صرف المعونات الهائلة للاعبين بينما لانجد واحداً منهم الا ماندر حاصل على شهادة الثانوية!!! وفي نفس الوقت نجد مرتبه يوازي (عضوين من أساتذة الجامعات!!!)
ليس من المنطق أن نهتم بالزبد ونترك اللب.. وأن نهتم ونلهث وراء السراب... دعونا نسأل بصدق ماهو الوسام الذي نلناه من هذا الحدث أهي الوطنية الزائفة التي ننادي بها!!! وهل سينفعنا هذا الحدث في وضع بصمة ولو قليلة الى أي انجاز لم نكمله بعد!!!!أليست الوطنية الحقيقية هي التي تكمن في نهض بلادنا وجعلها في مصاف الدول الكبرى..
إن هناك أمور يجب أن نهتم بها أولاً وثانياً وثالثاً... ومن ثم ننظر الى المسائل الثانيويه الفرعيه التي لاتضيف الى انجازات الدول شيئاً..
فلاعبو البرازيل التي تساوي قيمتهم (بلايين الريالات).. لم يضيفو الى المجتمع البرازيل شيئاً.. ذلك المجتمع الغني بالجرم والجهل والمخدرات.. حتى بات في ذيل الأمم..
إنني من هذا المنبر أضع كل اللوم على الأمير سلطان بن فهد آل سعود على تفاني عمره وزهرة شبابه بالإهتمام بهؤلاء (الرقيق) أليس عليه من الأولى الإهتمام بشباب العلم والثقافة والإنتاج بدلاً من شباب اللهو والضياع!!مادامت هذه الأموال الكثيرة بين يديه..
نحن نريد توزيع الدعم بنسب متعادلة على باقي النشاطات الثقافية أولاً ثم الرياضية..بدلاً من التركيز على جانب واحد.. حتى تقر أعيننا بشباب واعد يحلم بهم الوطن ويرفرف عالياً..
.................................................. .................................................. .........
زفرة..
جاء خطاب لوالدي حفظه الله من مدير المدرسة الإبتدائية التي يدرس فيها أخي الأصغر..ذهب الوالد..دخل عند المدير..
تفاجأ بوجود عدد من المشرفين والتربويين والموجهين... أخبره أحد الموجهين بأن (أخي) هو أحد الموهوبين النوادر في سنه.. وينبغي علينا الأهتمام بموهبته وتنميتها..
وطلبوا من الوالد إدخاله إلى مركز الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين... فرح الوالد واستبشر خيراً من ذلك.. لكنه سرعان مااصطدم... حيث أخبره موجه آخر بأن المركز في مدينة الرياض.. ولايوجد فرع له في مدينتنا(الكبيرة) جدة..هنا..إنتهى الطموح..وأدركنا أن مثل هذه الظروف تدفن المواهب التي حتماً ستنفع هذا الوطن!!!
المهم.. واصل أخي دراسته في مدرسته العادية.. نظراً لعدم وجود دعم لمثل هؤلاء البراعم!!!!!

محبكم الغيور..
عمروالعمري..