اهلاً بمن طالت غيبته
قال وهب بن منبه:
كان ملك من الملوك اراد ان يركب الى الارض فدعا بثياب يلبسها فلم تعجبه, فطلب غيرها حتى لبس
ما اعجبه بعد مرات , وكذلك طلب دابه فأتى بها فلم تعجبه , حتى اوتى بدابه فركب احسنها, فجأه
ابليس فنفخ في منخره نفخه فجلاه كبراً ,ثم سار وسارت معه الخيول وهو لاينظر الى الناس كبراً ,
فجأه رجل رث الهيئة فسلم, فلم يرد عليه السلام, فأخذ لجام دابته , فقال: أرسل الجام فقدتعاطيت امراً عظيماً , قال :إن لي اليك حاجة, قال : اصبر حتى انزل, قال: لا. الآن, فقهره على لجام دابته فقال اذكرها
قال:هو سر, فأدنى له رأسه, فساره وقال: أنا مـــــــــــــــلك الموت,,فتغير لون الملك وأضطرب لسانه
ثم قال:دعني حتى أرجع الى اهلي لأودعهم,قال : لا, والله لاترى أهلك وثقلك أبداً, وقبض روحه,
فخر كأنه خشبه.
ثم مضى فلقي عبداً مؤمناً في تلك الحال فسلم عليه , فرد عليه السلام,فقال:إن لي اليك حاجه أذكرها
في أذنك, فقال: هات, فساره وقال: أنا مـــــــــــــــلك الموت.
فقال: أهلاً وسهلاً بمن طالت غيبته علىَ ,فوالله ما كان في الارض غائب أحب إلي أن القاه منك,,
فقال : ملك الموت :
اقض حاجتك التي خرجت لها ,فقال: مالي حاجة اكبر عندي ولا أحب من لقاء الله تعالى. قال :فختر على اي حال شئت ان اقبض روحك؟؟؟؟
فقال:تقدر على ذلك؟
قال نعم انى امرت بذلك.
قال: فدعني حتى أتوضأ وأصلي ثم اقبض روحي وأنا ساجد, فقبض روحه وهوساجد:::::
إن أجمل هندسة في الوجود.. هي أن نعرف 
كيف نبني جسوراً من الأمل فوق نهرٍ من اليأس..
|