الإنتفاخات الوعظيه






لم أسمع أن حاتم الطائي كان محتسباً ولم أسمع ان محتسباً أخذ الطائي له مثلاً
وأمتطى كرمه مطية ليصل بها عبر طرق ملتويه غير مباشره


قالوا قديماً ان النصائح لم تكن بالمجان بل كانت تشد لها الرحال
تبادر الى ذهني ذلك الحكيم البدوي وبيته المتواضع والمربوط في طرف ببيته حماره كي لا يفكر ان يذبحه أولاًويبقى يضاهي ولا يضاهي حاتم الطائي الذي لم يكد بيته يخلو ممن يبحث عن النصيحه فتجدهم يتبادلون التحايا على ابواب بيته من كل جنس ولون بل أنك عند أطراف بيت الناصح المتهالك تجدهم أحوال تنقلب أحوال وكأن بيته دوامة الأحوال


دعوني انا أيضاً أربط حماري ههنا كحكيمنا الذي ربط الحمار ببيته إشارة لأنه لا يرتبط به سوى من لا يفهم مايفهمه أبقاه الله ونقّاه.... بعد ربط حماري ههنا أقول مستطرداً...
في زمننا الحالي إنقلبت عقارب البوصله رأساً على عقب واصبح الكل في كل مجرى ومهب محتسب فأصبحوا النصحاء والنجباء وأصحاب الحكمه اصبحوا فقهاء وشعراء ورغم أن منهم من أصبحوا رموز الأدب والفكر والفقه أصبحوا غزاة النصيحه فيقرعون ابواب ألبيوت وتجدهم صفاً لايكاد أن ينتهي بل أنك تجدهم بكل الأشكال التي لم تكن تتوقعها لدرجة أن قد يخالطك الشك بنواياهم بين النصح والتشفي بهفواتك وبين ان تكون هفوتك مطيه لما قد كن بنفس يعقوب وتضيع بين إبداعاتهم ومعلقاتهم النصحيه الوعظيه والنصيحه الحق ولاتجد المتعه في قالب ماقدموه لك رغم أنك قد تقول بصوت مرتفع أنك أطلقت حمارك تجدهم لا يزالون عند بابك يرددون من آيات الله ومن كتابه ماكتبوه لك ولم يكتب بكتابه الكريم لهم .....((إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ))


الا جزا الله التحليلات الشخصيه وفيسلوجية الشخصيه وكفى يبدولي
ان تلك كانت إنتفاخه وعظيه في منطقة ملغومه