الموضوع: وقفة تدبرية
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 08-21-2016, 10:43 AM
مركز تحميل الصور
طالبة العلم غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 29356
 تاريخ التسجيل : Jun 2014
 فترة الأقامة : 4092 يوم
 أخر زيارة : 05-18-2018 (11:11 AM)
 المشاركات : 882 [ + ]
 التقييم : 1
 معدل التقييم : طالبة العلم is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي وقفة تدبرية



وقفة تدبرية


قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40].
﴿ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ﴾.[1]
كل نِعْمَةِ أَنْتَ فِيهَا فاللَّهُ مَصْدَرُهَا وَهُوَ مُبْتَدِؤُهَا، هِي نِعْمَتهُ تَفَضِّلَ بها عَلَيْكَ وَعَلَى سَائِرِ عِبَادِهِ، وَتَطَوِّلَ بِهَا عَلَيْكَ وَعَلَيْهِمْ.
فَمَا أَنْتَ فِيهِ وَمَا فِيهِ الخَلْقْ جَميعًا مِنْ عَظِيمِ نِعَمِهِ، وَتَوَالِي مِنَنه، وَدَوَامِ إِحْسَانِهِ، لَن تطيق ولن يُطِيقُوا الْقِيَامَ بِشُكْرِ وَاحِدَةٍ مِنْهَا، وَأَسْبَغَ عَلَيْكَ نِعَمَهُ ظَّاهِرَةً وَبَاطِنَةً، ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾.
والواجب علينا أن نقابل نِعْمَ اللَّهِ بشكره عليها، وَمِنْ شُكْرِ النِّعْمَةِ التَّحَدُّث بِهَا،قَالَ تَعَالَى: ﴿ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ﴾، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ﴾.[2]
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبَّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ".[3]
فيَا رَبِّ عَفْوَكَ كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بها عَلَيْنا قَلَّ لَكَ عِنْدَهَا شُكْرَنَا.
♦♦♦
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ﴾[4].
إذا أردت أن تعرف ما لك عند الله، فانظر ما لله عندك.
فإن الجزاء من جنس العمل.
هل تسارع في مرضاته؟
هل تحاذر أسباب سخطه؟
هل تخشاه حق خشيته؟
هل ملأ حُبُهُ قلبَك؟
هل تتبعُ رسولَه؟
اسمع إلى سبب استجابة الله تعالى لزكريا عليه السلام.
﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾.[5]
فاستجب له إذا دعاك، يستجب لك إذا دعوته.
♦♦♦
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾.[6]
قَولُهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾، أمرٌ بدوامِ الخشيةِ منه سبحانه وتعالى، ونهيٌ عن الخوفِ مما سواه، فإن تقديم الضميرِ المنفصلِ: (إِيَّايَ) على الفعلِ يفيدُ الاختصاصَ.
والعلةُ في ذلك أن الذي يملكُ الآجالَ هو اللهُ، والذي يُقَسِّمُ الأرزاقَ هو اللهُ تعالى.
فَلِمَ الرهبةُ من غيره؟
وَلِمَ الخشية من سواه؟
إذا كان غيره لا يملكُ موتًا، ولا حياةً، ولا نشورًا.
وإذا كان غيره فقيرًا لا يملكُ رزقًا، ضعيفًا لا يدفعُ ضرًا.
ألم تسمع قَولَهُ تَعَالَى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾؟[7]

[1] سُورَةُ الْبَقَرَةِ: الْآيَةَ: 40.

[2] سُورَةُ الضُّحَى: الْآيَةَ: 11.

[3] رواه أحمد -حديث رقم: 2375، والترمذي- أَبْوَابُ الأَدَبِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَابُ مَا جَاءَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ نِعْمَتِهِ عَلَى عَبْدِهِ، حديث رقم: 2819، بسند صحيح.

[4] سُورَةُ الْبَقَرَةِ: الْآيَةَ: 40.

[5] سورة الأنبياء: الْآيَةَ: 90.

[6] سُورَةُ الْبَقَرَةِ: الْآيَةَ: 40.

[7] سورة يُونُسَ: الْآيَةَ: 107.






الالوكة




رد مع اقتباس