( طـوق النجاةِ لـمن أراد حقاً النجـاة .. )
( طـوق النجاةِ لـمن أراد حقاً النجـاة .. )
إذا كنت مع الله سبحانه على مرّ الأنفاسِ ،
محباً له ، ذاكراً إياه ، تنشغل به ، وتعمل له ،
بمنهجه تفكر ، وعلى ضوء هديه تحب وتبغض ، وتصدُر وتَـرِد ،
وإلى شريعته تحاكم وتخاصم ..
ومن أجل تعاليمه تتكلم وتسكت ، وتقوم وتقعد ، وتقرأ وتكتب ..
وفي نشر دينه تعمل ، وتحبب وتدافع ..
إذا كنت كذلك ..
فثق إذن أنك على الطريق السالك إلى كل خير ،
وأنك في ركب الأنبياء الكرام تمضي ،
وفي سفينة النجاة تركب في خضم البحر المتلاطم ..
فسر شامخ الرأس ، عزيز النفس ، ثابت الجأش ،
ونم في اطمئنان ، فالمخاوف كلهن أمان ..!!
( أليس الله بكافٍ عبده ؟! ويخوفونك بالذين من دونه ! )
(ومن يضلل الله فما له من هاد . ومن يهد الله فما له من مضل .
أليس الله بعزيز ذي انتقام ) بلى والله ...
أنتمْ سروري وأنتم مشتكى ألمي *** وأنتم في ظـلام الليل أقمـاري
فإن نطقتُ ، فلم أنطقْ بغيركـمُ ** وإن صمتُ ، فأنتم عند إضماري
**
ما يعينك على المضي في هذا الطريق ، وتحمل شدائده :
أن تتذكّر حلاوة الجنة ، ونعيم أهلها ، وخلودهم فيها ،
بلا موت ولا مرض ..
ولا حزن ولا كدر ..
ولا نصب ، ولا تعب ..
ولا هم ولا غم ..
إلى آخر هذه المفردات التي تنغص على الإنسان عيشه ..
تذكّـر ذلك كله :
وتذكر مع هذا كله .. أنك قد تنتقل إليها الليلة قبل غدٍ !!
ففي الحديث الشريف : إن الجنةَ أقرب إلى أحدكم من شراك نعله !!
اذا تذكرت هذا وذاك جيداً ..
هانت عليك مشاق الطريق ، ومتاعب التكليف ، وشدة الوسوسة ،
وإذا بك تطير طيراناً في الطريق الموصل إلى ذلك النعيم الموعود ..
يقول الله تعالى مهيجاً لك لتمضي في الطريق :
( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض … )
( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ) ..
ومَن عرفَ عظمةَ الثمرةِ وروعتها :
صبر على مرارة الطريق وطوله ..
واحتمل مرارة مشقته ، وما فيه من معاناة ..
فعن قريب ستكون النقلة ، فإذا أنت هناك .. وما أدراك ما هناك !!!!
يا حبذا الجنة واقترابها طيبة وباردٌ شرابها
ــــــــــ التوقيع ـــــــــــــ
لاتنسونا من صالح دعاكم
محبكم سعد بن حسين ال عوض الشهري
التنومي سابقاً
|