صورة معبرة
مسجد تفوح منه رائحة الخشب والطين .
ومصلين تفوح منهم رائحة الرياحين .
وإمام متصدعة قدماه معرورقة كفاه يشع وقاراً وطيبة .
....
الآن اصبحت المآذن أطول ، وتخترق الآذان ، واللحى كذلك .
ورخام ابيض يعكس رخيم صوت الامام ، تفنن في تركيبه المهندس غلام خان .
صدى تتلقاه قلوب مصدية .
وإمام يتبختر ببشته الحساوي وقماشه النجفي وزريه الألماني تفوح منه رائحة العود الكمبودي .
يدخل من بابه الخاص ثم يعتلي المنبر الذي بني من افخر أنواع الحجر والرخام والخشب وكأنه كوشة عروس من الطبقة الأرستقراطية .
تدخل المسجد فتشعر بهيبة الثريات وزئير السماعات وكأنك دخلت (داراً للأوبرا ) ليبدأ المايسترو برفع عصاه ليستعد الجوقة في الانطلاق .
يستهل خطبته بأن ( الحمد لله ) ثم يبكي على ( الحفاة العراة من المسلمين ) ويختمها بأن ( آمين ) على بقية البشر بأن ( يشل اركانهم ويجمد الدم في عروقهم ويزلزل الارض من تحت أقدامهم ويهلكهم جميعاً ) ويخرجنا من بينهم سالمين .
ثم يخرج ممتطياً ( المرسيدس ) بعد أن شعر بنوع من راحة الضمير .
ويخرج المصلون ليمارسوا حياتهم الطبيعية ومتابعة الدوري الانجليزي والاسباني .
تقديري واحترامي .