لا للوكيل رقيب ولا حتى للضابط
لا للوكيل رقيب ولا حتى للضابط
لم يستهوني للكتابة في هذا الأسبوع إلا خبرا يُساق لفتاة في مقتبل العُمر وفي غاية الجمال, إضافة إلى ذلك فهي خريجة كلية التربية بالنماص , أي أنها سوف تصبح مُدرسة في المستقبل بمعنى أصح أنها تحت الطلب لتكون زوجة لأحد أبناء عمومتها او قريتها او قبيلتها أو من حولها من مجتمع مادي لا يفوت مثيلاتها بتلك المواصفات
الغريب في الأمر
أنها رفضت كل من تقدم لها من شباب قريتها بمختلف مستوياتهم المالية ورتبهم العسكرية ودرجاتهم العلمية (راح زمانك يامتعلم)
لهدف تضمره في نفسها
ومع كثرة الخُطاب زاد تسأل ذويها
لماذا الرفض؟؟
حيث كان جوابها ما بين عدم المناسبة لصغر سنه (المُتقدم) وعدم المناسبة لقلة ماله
حتى أتى فارس المال
ذو الشيبات البيضاء
محقق الرغبات والطلبات لسيدة البنات
لقد رضيت تلك الفتاة بالنجدي صاحب الشيبات والشيكات بفارق العمر واختلاف العادات
ليس إلا لأنه يملك الملايين
لتكون ملابس الشتاء من تركيا و فستان العُرس من فرنسا وشهر العسل في سويسرا
الغريب في الأمر أنها تقول فخرا ," هذا هو فارس احلامي ومُحقق رغباتي"
الغريب أنها تتباها به و تحمل صورته في حقيبتها
وما ذلك كله إلا لأنه صاحب مال وفير
الغريب يا أخوان ان الموازين تغيرت حتى أصبحت المادة طاغية على العقول
طاغية على المبدء
طاغية على الاهداف
طاغية حتى تحورالقبيح إلى جميل باهي
طاغية حتى نخرت عقول العلماء
طاغية حتى ساءت بها أخلاق الفضلاء
طاغية حتى جعلت أبنة العشرين ربيعا لأبن السبعين صيفا لأهداف غير سامية ,بمحض إرادتها وغصبا عن أنوف ذويها
فأمسنا القريب كان ينتقد من يزوج أبنته غصبا من تاجر اُشيمط , لكي يجني الأب المال له ولها ولذويه , لدرجة أن المشكلة عُرضت في مسلسلاتنا وأفلامنا بالسالب
لكن
حاضرنا بمادياته قلب الموازين
حتى أصبح عيب ماضينا ميزة حاضرنا
السؤال
ماذا حصل لنا الأن وماذا سيحصل لنا في الحاضر
اضنها حياة مليئة بالعجائب
للكاتب
غرمان بن مسعود
|