تعـــــــــــب السعـــــــــــــداء و الأشقـــــــيـــــــــاء ..؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين و على آله و صحبه و سلم أجمعين :



....(( تعــــــــــب السعـــــــــــداء و الأشقيـــــــــــــــاء )) ....



الناس جميعاً يتعبون في هذه الحياة و لكن إما بحق أو بباطل و عليه يصبحون إما سعداء أو أشقياء
قال تعالى : (( لقد خلقنا الإنسان في كبد ))... إنساناً صالحاً كان أو سيئاً , و قال
تعالى ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه )) ... فأما الصالحون فيتعبون
أجسادهم في سبيل الله و أما العاصون فيتعبون أجسادهم في سبيل تلبية شهواتهم قال صلى الله عليه و سلم:
(( كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )) ... فبائع نفسه فمعتقها من النار و عذاب الدنيا
أو موبقها و مهلكها بالمعاصي و الوقوع في المحرمات ...

السعداء يتعبون لكن يقذف الله في قلوبهم لذة التعب فيحسون بالسرور قال أحدهم ( لو يعلم الملوك و أبناء
الملوك ما نحن فيه لجادلونا عليه بالسيوف )) و يقول الآخر " (( إن في الدنيا جنة من لم يعرفها لم يذق جنة الآخرة ))
أي جنة عمل الطاعات ...... و أما الأشقياء فيتعبون و يحسون بشقاء في دنياهم فتجدهم يتحسرون على
ضياع الخير منهم و قد يصيب الله أحدهم في دنياه نتيجة معصية فيصاب بمرض أو نقص أو عيب فيعيش في ضنك
و ضيق صدر , قال الله تعالى : (( و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً و نحشره يوم القيامة أعمى ))

إنما تعب الأشقياء كمثل رجل محكوم عليه بالأشغال الشاقة في أحد مناجم الذهب فتجده يحفر الحفر و يحطم الحجر و يأتيه
من التعب و ضيق النفس ما الله به عليم و ليس له من الذهب اي نصيب ....
و مثل السعداء كمثل رجل علم أن في كهف كنز عظيم فبدأ يحفر و يأتيه من التعب ما يأتيه , و لكن يسح بالمتعة الجليلة لأنه
كلما حفر أقترب من كنزه ....... بل إن حال السعداء أعظم من ذلك فإن الكنز يذهب و يصرف أما نعيم الجنة
فهو النعيم المقيم (( جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و أزواج مطهرة و رضوان من الله ....))

فتســــــــاءل أيها الإنسان تعبـــــــك فـــي أمســـــــك و يــــــــومك مــــــــن أي صنـــــــــف ...

(( أسأل الله عز و جل أن يهدينا سبيل الرشاد و أن يجنبنا سبل أهل الضلالة و الفساد ))

.... و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم أجمعين ....

منقول