04-24-2005, 01:52 PM
|
#4
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 656
|
تاريخ التسجيل : Dec 2003
|
أخر زيارة : 11-22-2007 (12:07 PM)
|
المشاركات :
2,680 [
+
] |
التقييم : 1
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
مشاركة: عندما يصبح الادب بئرا من الحكمه.............شكسبير
أهلا بالاخت الرائعة المتألقة وردة العراق
لك الشكر أختي الغالية على هذا المجهود الواضح
ولعل البعض هنا لا يعرف الكثير عن شكسبير
لذلك أردت أن أعرف به قبل أن أتطرق الى أدبياته

تعتبر الأعمال المسرحية العديدة التي كتبها شكسبير خير مصدر إلهام لا ينضب للسينما، و على وجه التحديد، في الدول الناطقة باللغة الإنكليزية، حيث يعد وليم شكسبير فيها الشخصية الأكثر تأثيراً في الألفية الثانية، إعتماداً على إحصائية قناة آي و إي- عالم، كانت قد أجرتها أواخر القرن الماضي. و رغم الغموض الذي إكتنف حياته، تنسب الى شكسبير أكثر من ثلاثين مسرحية، بين الأعمال الدرامية و الكوميدية، إضافة الى العديد من السوناتات المكتوبة خلال العهد الإليزابيثي، و يتفق الجميع، فقط، على ولادته و وفاته في ستراتفورد ـ اوبون ـ آفون، و زواجه و هو في الثامنة عشرة من عمره، و عدم سفره خارج بريطانيا، منتجاً بنفسه غالبية أعماله على المسارح الإنكليزية في لندن و ستراتفورد.
أفلام شكسبير

خير دليل على إفتنان الجمهور بهذا الكاتب المسرحي العظيم، حتى أيامنا هذه، هو نجاح فيلم "تاجر البندقية" في نسخته الأخيرة، حيث بلغت ايراداته أرقاماً لا بأس بها، وأن بدت موضوعة المسرحية معقدة التركيب بعض الشئ، على عكس المسرحيات التراجيدية الأكثر شعبية وشهرة لشكسبير، سواء التي ظهرت على الشاشة الكبيرة، أم التي قدمت من على خشبة المسرح، أمثال: روميو و جوليت، وعطيل، و هاملت، التي تتصف ببساطة حبكتها و عمق رسالتها، الأمر الذي جعلها من خيرة الأفلام، عند تحويلها الى أشرظة سينمائية، مثل فيلم روميو و جوليت، الذي تم انتاجه العام 1954 ، و أخرجه ريناتو كاستيليان، وكذلك نسخة فرانكو زيفيريلي المنتجة عام 1968، بينما ألهمت مسرحية عطيل الكلاسيكيين من السينمائيين، مثل أورسون ويلز ، و لورنس أوليفر، وكذا فيما يتعلق بالعمل المسرحي هاملت، الذي نقل في أربع نسخ سينمائية، تعد في غاية الروعة، أولها لأوليفر نفسه، و التي فازت بجائزة أوسكار عام 1948، و للروسي غريغوري كوسينتسيف عام 1964، الذي قام بترجمة حوارها بوريس باسترناك، و نسخة زيفيريلي عام 1991 مع ميل غيبسون، و أخيراً النسخة الرائعة لكينيث براناغ عام 1996، التي قدمت في أجواء القرن العشرين، تقاسم فيها الأدوار أفضل نجوم السينما، الى جانب مشاركة براناغ في التمثيل. و كان براناغ قد قدم للسينما أيضاً "جعجعة بلا طحن"، الذي يعد من أجمل الأفلام المقتبسة عن شكسبير، و كذا الحال مع فيلم هنري الخامس، بينما شاهدنا لأوليفر نسخة أمينة من ريتشارد الثالث و الملك لير، تمثيلاً وإخراجاً، أحياناً أخرى. و كانت مسرحية الملك لير قد عولجت في العام1985 من وجهة نظر شرقية تحت قيادة المخرج المعروف أكيرا كيروساوا و بعنوان "ران"، و أما وودي ألين فقد طرق باب شكسبير أيضاً، لنقل قصة مسرحية "حلم ليلة صيف"، الى عصرنا الحديث، وبلغة تهكمية عرفه الجمهور من خلالها، متلاعباً بكلمة "حلم"، لتصبح "كوميديا أباحية"، في محاولة منه للفت الأنظار إليه، لا غير.

قام المخرج مايكل رادفورد بحشد عدد كبير من الأسماء اللامعة في هوليوود، في فيلمه "تاجر البندقية"، المأخوذ عن مسرحية شكسبير، والتي كان قد كتبها في أواخر القرن السادس عشر، حينما كان في أوج شهرته ككاتب مسرحي، و ربما يعود سبب ضم الفيلم لهذا العدد من النجوم المعروفة، لجذب أكبر عدد ممكن من الجمهور السينمائي الى عمل غير معروف على نطاق واسع، لم ينقل الى الشاشة الكبيرة إلاّ لمرة واحدة فقط، و ذلك قبل ثلاثة عقود، على يد لورنس أوليفر أيضاً، و يكاد يكون غير معروف من قبل الكثير من محبي الفن السابع. و المعروف عن رادفور أنه ليس ممن يصنع أشرطة سينمائية تركز على إيرادات شباك التذاكر، و ان كان قد إانتزع إعجاب الجمهور والنقاد من خلال فيلمه الخالد "ساعي البريد"، الذي كانت تدور قصته حول حياة الشاعر التشيلي بابلو نيرودا في ايطاليا، ورشح حينذاك لجائزة أوسكار أفضل فيلم لعام 1994. قبل ذلك، كان رادفورد قد لفت الإنتباه من خلال نسخة سينمائية مقبولة لقصة جورج أورويل "1984"، من بطولة كل من ريتشارد بيرتون و جون هيرت. لذا، نرى أن رادفورد أراد التأكيد على حشد أكبر عدد ممكن من نجوم الموضة المعروفين في فيلمه الأخير، أمثال آل باتشينو، و جيرمي إيرونز، و كلاهما من الذين حصلوا على جائزة أوسكار في التسعينات، الى جانب الممثل غير المعروف على نطاق واسع، ونقصد بذلك جوزيف فينيس، رغم كونه من مخضرمي المسرح البريطاني، و هو شقيق النجم السينمائي المعروف رالف فينيس.
يبدو أن هذا العمل المعقد ليس من نوع الذي يجذب الجمهور إليه على المسرح، الأمر الذي دفع برادفورد للإستعانة بأجواء مدينة البندقية في تصوير فيلمه، و هي مدينة، لحسن الحظ، لم تتغير معالمها، إلاّ القليل، منذ أواخر القرن السادس عشر، رغم محاولات تحويل معالمها بسبب من متطلبات السياحة، و الظروف المناخية. غير أن الصورة التي ظهرت فيها المدينة أثناء تطورات أحداث الفيلم، لم ترض بعض النقاد، كونها أبرزت الجانب الدعائي و السياحي لها، مما حال دون تركيزالمتفرج على لحظات المفاجأة التي تحتويها قصة الفيلم ، و التي تتطلب المتابعة الدقيقة لها، بغية استيعابها.

و كما هو شأن جميع أعماله المسرحية، تناول شكسبير في "تاجر البندقية"، حالة الإنسان في صور مختلفة، الصداقة، الحب، الأخلاق، الجشع، الوفاء، و الإنتقام. بطل المسرحية يدعى باسانيو، جسد شخصيته جوزيف فينيس، شاب غارق في الدين، يطمح في الزواج من وريثة ثرية، بورتيا، يستدين مبلغاً من المال من صديقه أنتونيو "جيرمي أيرونز"، كي يبدو غنياً، و ينافس ثلاثة شباب ممن يحاولون التقرب الى قلب الوريثة الغنية، من بينهم أمير المغرب الثري. و في تطور لأحداث القصة يظهر التاجر اليهودي شايلوك "آل باتشينو"، ليبرم إتفاقاً قاسياً مع أنتونيو، الذي كان في إنتظار سفنه التجارية، في حالة عدم الإيفاء بوعده خلال ثلاثة أشهر. و على أثر التأخير في وصول سفن أنتونيو التجارية، يزداد التوترمع إقتراب موع إيفاء أنتونيو لديون صديقه باسانيو. مما يدعو شايلوك، بكل بودة أعصاب، الى تنفيذ الإتفاقية المبرمة بينه و بين أنتونيو، في حالة عدم إرجاع الأخير للمبلغ في موعده المحدد. كان فيلم "تاجر البندقية"، قد هوجم بسبب ما أشيع عنه، من أنه يعكس وجهات نظر تنادي ضد السامية، الأمر الذي دعا المخرج رادفورد نفسه للدفاع عن الفيلم و إبعاد التهمة المنسوبة إليه، وذلك خلال العديد من المهرجانات السينمائية.
|
|
|