كانت الديرة ورود وكانت الديرة زهـور
وكان فيها العشب يا خالد يسر الناظـــري
كان صوت الرعد يرعد والبرد فوق الصخور
والمطر يمطر وكنا بالمطر مستبشـــرين
الغنم ترعى وترتع فالمحاير والزبـور
والسواقي كان فيها الغيل يجري كل حـين
كانوا البدوا ن لا طاح الحياء بعده نشـور
وين ما طاح المطر بالصبح صوبه راحلـين
والبعارين أقبلت بحمولها وقت السحـور
والمراعي تسعد الراعي بعد قحط السنين
ما حلا بيت الشعر والعيس من حوله تدور
والهبايب يوم تو مي عن يساره واليمـــين
لا تذكرت الربيع وزغردة ذيك الطيور
في شروق الشمس يوم ان الجماعة سارحين
أتذكر مامضى لي في قديمات الدهور
يوم كان الناس في نفعاتهم متعاونـــين
كان يعجبني شبوب النار من قبل الفطــور
في نهار الصوم وأهل البيت به متجمعـــين
كان يعجبني تجمّاع الرجال مع البثــــور
والجماعة كلهم في رأيـهم متوافقــــين
كان والدنايعلمنا على زين الأمـور
كان من طبعه كريم وقت عسر وقت لــــين
كان بيته للضيافة للورود وللصـدور
ما ذكرت إنه تضايق من ضيوف قادمـين
كان مقدام ســنافي كنت في شخـصه فخور
كان رمز للرجولة والقبيــلة عارفـين
طالبك يا الله ترحم والدي وانت الــــغفور
يا عظيم الشأن يا من عباده سـاجــدين
مستحيل أنسى زمان فيه وسعان الصدور
كيف ننسى جلسة فيها الرجال الطــيبين
مثل أبو عبد الله اللي كان له فالقــوم دور
مجلسه متعه وهرجه يشرح القلب الحزين
عمنا مصلح زعيم القوم في ضرب النحور
فارس الفرسان ما همه كلام الجاهلين
إما هذي اليوم عمي ضمن سكان القبـــــور
يا لله اغفر ذنب عمي يا مجيب السـائلين
كان غشام الحكيم اللي كلامه كان نـور
كان لا منه جلسه يسعد جميع الحاضـرين
كان في رايه مطاع ويقتنع كل الحـضور
ما حد في رأي أبو سلطان قال العلم شـــين
كان له صوله وجوله كان له راي وشـــور
ثم مات وجعل روحه في جنان الآمنـــــين
صورة الماضي بعيني واضحة عبر المـرور
وين ما وجهت وجهي لفني حس الحـنين
لاذكرت أيام راحت قامت أعصابي تفـور
وانهمل دمعي وقمت ازيد في جر الــونين
|