عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2014, 06:37 AM   #10
مركز تحميل الصور
الإخطبوط


الصورة الرمزية الصيـــ ( ضــــاري ) ــاد
الصيـــ ( ضــــاري ) ــاد غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28977
 تاريخ التسجيل :  Nov 2013
 أخر زيارة : 01-08-2018 (01:31 AM)
 المشاركات : 7,972 [ + ]
 التقييم :  83
لوني المفضل : Cadetblue
Icon12








ليلة تحت وابل المطر




في ليلة منتصف الشتاء أواخر ثلث الشهر وبعد أن بدأ الليل يطوي مظلته
كانت ماتزال الغيوم ترمي بقطراتها من سيخرج في تغطية منها للقاءنا الذي سيقتل
فراقنا بفرحة عظمى وبخطة قد رسمها لنا القدر


وقفت كثيرا وأنهار صبري أمام جحافل الشوق في موعدنا بشرفة اللقاء
في ساعة هدوء ليل الشتاء كانت الأمكنة ظلماء مهما تمردت الأضواء كحياتي
قبل مجيئها سوداء
فرض البرد القارص حضراً للتجول ولكن هيهات فموقد شوقي سيذيب القطبين ....كنت قد
لملمت اضلعي حوله قلبي المشتعل شوقاً لأدفى قليلا فقد حضرت قبل
الوقت بوقتين قد يسبقني الوقت ويرحل لأبقى حبيس آخر الزوايا
وحينها تماما
خطوت خطواتي الأولى لأقترب منها أكثر فقد تخدعني المسافات وتبتعد لتضيع ثانية أحرص
بقضائها أنظر لعينيها أو أحضن كفيها
كان المكان خالياً صامتاُ
فكنت أسمع صدى وقع اٌقدامي وصدىخفقاتي قلبي
المتلهف في الأرجاء.
كأني وحيداً في كون خلا من الأحياء ومن بعيد رأيتها قد سبقتني
طيفاَ فركضت نحوها ابحث عن سبباً لأركض نحوها شوقاً فتظهر هي من خلف تلاشي طيفها
وجدتها نعم وجدتها
آآآآه ما أجملها لحظات اللقاء
فأهملتني
حرقتي وأشواقي التي لازمتني دهراً
وجدتها آية جمال تتلى على عيني عاشقها فتتسع أحداقي لتتدبر تفاصيل مرآها
قد عانقت الآفاق آفاقاً وغاصت بالأعماق أعماقاً وتعانقت ارواحاً
لينبثق من الغيم الذي لبد ألسماء نهراً ضوئياً من القمر فيجري بجانبنا
يالهذا النهر الذي جادت به السماء جلسنا على ضفته نبري علل الشوق
معاً يد بيد وقلب بقلب وروح بروح تتكأ هي أحياناً كتفي برأسها لتحس بالأمان
طال حديثا كانت تتسيده كسائر النساء لكنها ليست كالنساء فكل حديثها
عني أنا وقليلاً عنها وعن مدى فرحتها وعن حبنا والأحلام التي قاسمتني وعن رائحة
عطري وهداياي وشعري تحدثت بصيغة لا يتقنها احد غيرها يالها من صيغة كالشعر
كالأغاني كأعذب الألحان وكأنها بمسرح الكاتدرائيه في أمسية رأس السنه ومشاعري
جمهورها الغفير الذي يتمايل بداخلي وبحراره يصفق لمبدعته
وبعد لحظات الهناء والوفاء إذا بوقع عكاز العجوز المؤذن ماراً بجوارنا
أتى الفجر وانتهى الدهر بلحظة
عدت لغرفتي ومدفأتي العتيقة التي بجانب سريري
استلقيت كما أنا على سريري
لأسافر في أحجية لحظات اللقاء أسترجعها لحظة لحظة
أحجية وضعتها فاتنتي وصاغتها وحبكتها بجمل تجعلك
تفكر فيها كثيرا خيالات تتخللها الأماني وبجانبها حقول
زهر يسقى من غيث حديثها بزخات امل تعطر من ثغرها
ليعطر الزهر وليبقى بشذاها وروعة روحها وأناقة وحبها
ما أجملها وما أجمل غيرتها ما أجمل أحجية الحب إذ حبكتها
بدهاء النساء لأبقى أذكرها صبحاً ومساء



الصياد


 

رد مع اقتباس