بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصة جميلة يجب ان ناخذ منها عبرة .

ابو ابراهيم : احد الاشخاص من احدى مناطق الجنوب احبه في الله واحترمه جاورته مدة من الزمن .
متقاعد براتب 3000 ريال مستأجر بيت شعبي قديم لكنه يكفي .
سيارته نوع هايلكس غمارتين لا اعرف الموديل لكنها قديمة بعض الشيء .
لديه ستة اطفال اكبرهم بالثانوي .
اضافة الى والدته الكبيرة في السن .
دائما لم اقابله الا والسعادة الغامرة على محيّاه يبتسم للصغير والكبير ويصافح الصغير والكبير محبوب من الكبير والصغير .
كريم وشهم صاحب صلاة ودين وخُلق.
تدخل بيته يكرمك بالترحاب ويقدم لك الفأل تشبع قبل ان تأكل وتروى قبل ان تشرب ولا تمل سوالفه .
تسأله كيف حالك يابو ابراهيم ؟
الرد السريع من القلب الصافي :
الحمد لله في نعمة من الله فـ احمده واشكره .
ويقبّل يده وجه وقفا .
سبحان الله . !
اجار البيت 1000 ريال والكهرباء والماء والغذاء والدواء والضيف والجار ومصروف مدارس وووو الخ .
وكل هذا كوم وغلاء الاسعار كوم اخر .
اولاده من افضل الاولاد صحة ومن اوسطهم لبسا ومن افضلهم نباهة محافظين على الصلاة وحافظين للقرآن قلّ ان تجدهم في الشارع .
بعد صلاة المغرب في احد الايام قررت ان اسأله عن احواله وكيف يتدبر امره فهو والله من وجهة نظري مدرسة يجب التعلم منها .
اقتربت منه وكان يقراء في مصحفه وسألته :
بعد مقدمة بسيطة قلت :
ماشاء الله عليك الراتب محدود والبيت اجار والاسرة كبيرة فكيف تتدبر امرك ؟
التفت لي ثم قال :
( يابو فهد اذا عفّت النفس هدت الجوارح ) . !
ثم قال : انا دائما لا انظر لمن هو اعلا مني ولكنني انظر لمن هو اقل مني واقنعت اهلي بذلك . !
قلت : كلام كبير من نفس كبيرة ولكن وضّح لي كيف تدبر نفسك بهذا الراتب ؟
قال :
اقوم الصباح اوزع الابناء على مدارسهم ثم ( اكد ) على سيارتي الى الساعة التاسعة تقريبا احصل ما يتيسر اخذ معي فطوري واروح افطر انا ووالدتي وام العيال ويتوفر حق البنزين وربما اكثر .
وفي العصر كذلك فاجد حق العشاء ولا اتأخر عن صلاة المغرب معكم كما تلاحظ حتى لا يتأخر الابناء عن الصلاة .
فشكرته لأنني اخذت من وقته وانصرفت عنه وانا وافكر في حال هذا الرجل وفي كلمته :
اذا عفّت النفس هدت الجوارح . !!
هذه قصة جاري القديم والذي لازلت على تواصل معه الى الآن .

السؤال :

لماذا لا نكن مثل هذا الرجل فنقنع بالقليل يبارك الله فيه .؟

تعليقاتكم .

والسلام عليكم .