بيانات اضافيه [ + ]

رقم العضوية : 24777  تاريخ التسجيل :  Jun 2011  أخر زيارة : 01-10-2021 (07:13 AM)  المشاركات : 6,421 [ + ]  التقييم :  95

لوني المفضل : Cadetblue

باقي ما انتهى الفاصلـــ !

"" يوم في عقر دار عنترة ""

في الماضي البعيــــــــــــد
" بو سالم " يرتفع صوته معلنــاً موعد صلاة المغرب ..
اصوات الغنم تضج في ( مساريب ) القرية , مثيرة غبار تلكـ الطرقات , خلفها غانيات عانيات
برفقتهن كلب او اكثر .. الكل متجه الى منازل من الحجر والطين , الدجاج المؤقت مع كل صلاة
يؤدي دوره في تلكـ اللحظات , النساء كل واحدة عائدة بحمل معين ,, قربة ماء او ( محفرة ) برسيم او حزمة حطب !
لحظـــات وينتهي كُل شيء , بعد الفراغ من الصلاة وعودة الرجال الى بيوتهم يسكن الهدوء ويعم الظلام وتبدأ طقوس المساء
يبقى صوت ثعلب في اعماق الوادي او جندب يندب حظه لقدوم الليل . رب البيت ,, جالس في الغرفة التي يستخدمها كل افراد العائلة
هي المجلس والمطبخ وربما للنوم عند البعض !

عنترة مستلقي على فراش خاص , الابنــاء والبنات من حوله صامتون
إما ارهاقــاً من عناء يوم شاق أو خوفــاً من عصا عنترة التي قد تطالهم في حال ازعاجه
الام ,, اتت لتوها من ( اليرين ) بعد أن اعلفت البقر وحلبت وارضعت صغار الحيوانات ونظفت المنزل
قدمت بالحطب وجلست بجوار ( الكانون ) لاشعال النار وتهيئة وجبة العشاء بينما عنترة يتقهوى شبه مقعور
لحظات وإذا بصوت ابو سالم مرة اخرى [ حي على الصلاة ] قام عنترة , توضــا واتجه الى السجد
آخر توجيهاته ,, " لا اجي الا والعشاء جاهز " اتى بعد الصلاة وتعشى
الكل ذهب الى النوم ,, بقي هو وعبلة !

بينما هي تحاول إصلاح ما افسده الدهر في جسمها وملابسها
تضع بعض الزيت على شعرها وتسرّحه بسرعة بعد أن استحمت بماء بارد
غيرت ( كرتتها ) بقميص ليس بافضل حال من الكرته , بدأت برش بعض العطورات المتوفرة
| حبشوش , بو طير , قلب شادية .............| رشّت فليت في الغرفة لطرد الذباب والبعوض
كل هذا بعد أن وضعت العجين بوعاء مكشوف << حق الفطور صباحا
شيّكت على غرفة الاطفال وعلى الابواب الخارجية ثم عادت
تكاد تتهاوى من التعب بعد يوم مُضني !

عنترة وضع بعض المطهر ( مكركروم ) هم يسمونه ( تنتريون )
بحثت فلم اجد له مصدرا ابداً ,, لا باس اياً يكن فقد وضعه على جُرح في ساقه
ثم اتجه الى السرير المفرد ,, لم يكن لديهم سرير مزوج .. ولا احد يسألني ليه ؟؟؟
اتت عبلة فلا يمكن ان تسبقه على الفراش وإلا قامت حرب داحس والغبراء ,, نعم انه عنترة !
اولاً ,, لنعدد الروائح في دار عبلة .. | عطور لكـ عليها , مكركروم , دهان وزيت , في الغرفة ريحة فليت
باقي في النار عود يدخّن وله رائحة وفيه خنفوس ابو ريحه مر على الغرفة لان الباب على طول مفتوح|
ولا ننسى رحة الخميرة ثم أن على مخدة السرير ,, | ريحان وبركـ وذفراء وقرطسيني وبردقوش وعلوم |
هي ما قصرت سوت اللي عليها , بس عنترة جاي مثل ما هو ,,, ريحة منادغة من بيت الجيران
ودق شقفة بصل على العشاء ويتثااااوب ويحك شعره << مو مشكلة الرجال ما يعيبه شيء
انا اتصوّر ذيكـ الليلة ! اولا الروائح .. تقول نائمين في مصنع كفرات والسرير كنّه حفرة زيت !
ما يسولفون واجد ,, شوي ويتلاقطون , مصارفة القعادة وخنين البسة من بين المواعين
وبرّى مطر ورعد وواحد من الصغار يبكي في الغرفة الثانية << يعني زلزال !
ثم يرقدون ويا ويلها لو قام ولا هي مسخّنة له موية وقد شبت النار
! كبيييير يا بو شوشة !

ودّي اعرف ليه ما ينام بعد صلاة الفجر !
دام الغنم يسرحون بها البنات والزوجة عليها كل شيء في البيت والوادي
والاولاد ,, اللي راح بالجمل واللي سرح يحمي الزرع من الطير والصغار مع البهم
وش منزّلكـ الوادي مع البغمة ؟ وش مخلّيكـ تدلّي وتقبّل في الشموس ؟ لا هو وقت حرث ولا حصاد
ولاهو شربكم اليوم ولا له داعي تنزل بالمرّة << اكيد فيه سبب ! ويقلون حياتنا كانت قاسية !؟!
اقدر احلف ما نزّلكـ الوادي إلا الزغود الليّنة والروايا الحلوة واذا بغى يزهم على زوجته ..
صااااااح ,, يا مرة الغداء بعد صلاة الظهر ,, قوام !

هكذا كانوا ,, فهل نحن افضل حال ؟؟ مدري !
انا آشوف انهم عاشوا باريسيات بس ما فيه ذيكـ النظافة واجد
اليوم الوضع معكوس .. كل شيء على الرجال والحريم ما غير يتبطحون
فداهم ,, اهم شيء لا ينزلون الوادي

انتهى الفاصل وقفّلنــا القناة