عليهم من الله ما يستحقون ممتى كان لهم عهد وذمه من عهد الرسل إلى اليوم وهم في غدر
وخيانة ونسال الله أن يبيدهم وان يرينا عجايب قدرته فيهم
مما أرادته اليهود...(9).
نقض بني قريضة للعهد:
لم تكن قريضة بعيدة عن أخواتها من قبائل اليهود في الغدر والخيانة؛ فقد نقضت وثيقة العهد التي أبرموها مع الرسول عند حصار قوات الأحزاب للمدينة في غزوت الخندق؛ فقد كان لهم حصن شرقي المدينة، ولهم عهد من النبي وذمة، وهم قريب من ثمانمائة مقاتل، وكان المتولي لكبر نقض العهد حيي بن أخطب النضري؛ حيث دخل عليهم في حصنهم ولم يزل بسيدهم كعب بن أسد وقال له: ويحك، قد جئتك بعز الدهر، أتيتك بقريش وأحابيشها، وغطفان وأتباعها، ولا يزالون ههنا حتى يستأصلوا محمداً وأصحابه. فقال له كعب: بل والله أتيتني بذل الدهر، ويحك يا حيي، إنك مشؤوم فدعنا منك، فلم يزل يفتل في الذروة والغارب حتى أجابه واشترط على حيي إن ذهب الأحزاب ولم يكن من أمرهم شيء أن يدخل معهم في الحصن، فيكون من أسوتهم؛ فلما نقضت قريضة وبلغ ذلك رسول الله ساءه وشق عليه وعلى المسلمين جداً(10) فقام بإرسال الزبير ليستطلع الأمر، ثم أرسل سعد بن معاذ وسعد بن عبادة فوجداهما قد نقضوا العهد ومزقوا الصحيفة إلا بني سعفة منهم؛ فإنهم خرجوا إلى المسلمين من حصونهم معلنين التزامهم ووفاءهم بالعهد
|