روعـــة تهـــز القــلب
يا لهـذه الروعـة التي تغـمر قـلب المؤمـن وهـو يتابع ببصـره
_ وروحـه الـمشدودة إلـى السمـاء _
مشهـداً من مـشاهد الطبيـعة الفـياضة بالحـياة ، المغـمورة بالنـور ،
فتتفتـح بصـيرته خـلال هـذه المشاهـد كمـا تتفتـح زهـرة في الـصباح الباكـر مطـلولة بالندى ..!
وتتوالـى المـشاهد ، والقـلب الـمؤمن يسبـح في أجـواء الـنور ،
فـيزداد إيمـانه ، ويربو يقينـه ، وتتنامـى مشاعـره الـربانية فياضـة بالـحياة ،
ومـن ثم يعـظم حـبه لفـاطر هـذه الكـائنات ومـبدعها جـل جـلاله ،
فـإذا داوم علـى ذلك ، استشعـر كأنمـا هـبت على قلبـه نسـائم من نسـيم الجـنة ،
يعطـر بها روحـه ، ويسمـو مـعها قـلبه ، وتزغـرد لـها نفـسه ..!
وهــل النعيـم في الحقيقـة إلا فـي هـذه الأجـواء وأمثالهـا ..؟!
**
مـساكين أهـل الـدنيا _ أي أهـل الشهـوات _ مـساكين والله ،
خرجـوا من دنياهـم ولـم يذوقـوا أحلـى وأطـيب ما فيـها ..
عـاشوا عـلى الـوهم ، ومـاتوا عـلى الـوهم ..
وسيلقـون بين أيديهـم أعمـالاً كالجـبال يحاسبهـم الله علـى مثـاقيل الـذر فـيها ..!!
عـذاب فـي الـدنيا ، و لعـذاب الآخـرة أشـد ..!!
أمـا عـذاب الـدنيا ، فيكـفي أنهـم عاشـوا مـقطوعـين عـن الله سبحـانه ،
محـجـوبين عـنه ،
وهـل بعـد الانقطـاع عـن الله والحـجاب عـنه عـذاب ..!؟ كـلا والله ..
ولكـن أكـثر النـاس لا يعلـمـون …