من أين أبدأ أيها الأحبابُ=وأمامَ شعري توصد الأبوابُ؟
من أين أبدأ والدجى مُحْلَوْلِكٌ=وخطاي في درب الأسى ترتابُ؟
حتى متى أقضي الحياة مسافراً=الهم زادي والأنين شراب؟
تعب الطريق وخانني في رحلتي=لماتعبت الآل والأحبابُ
أمشي وريح الخوف تخنق أحرفي=والحادثات خناجر وحرابُ
أنّى نظرت فليس ثمة روضة=تهدي الشذا أو جدول منساب
ما ثمَّ إلا الجدب يعتصر المدى=فيلوح من خلف اليباب يبابُ
وعلى فم الإبداع ألف حكاية=ثكلى يُريق دماءها الأعرابُ
تشكو بها لغةُ البيان وتنتخي=فتمِضُّها الشكوى وليس تجابُ
والليلُ مضطجعٌ يلوكُ توجُّعي=وبه التقى الأعداءُ والأصحابُ
أحسستُ سهوا أنني في غابةٍ=أحيا وأنَّ الكائنات ذئابُ
غاضت على شفتي عيون قصيدتي=وذوت أزاهيري وأينع صابُ
والصمتُ يغتالُ البلابل في الربى=لم يبق إلا بومةٌ وغرابُ
أيقظتُ ليلي من عميق سباته=وسألته ما الخطب؟ ما الأسبابُ؟
أيموتُ فينا عاقل نبضاتُهُ=صدْقٌ ويحيا فاجرٌ كذَّابُ؟!
[/font][/align][/B]