06-14-2014, 02:05 AM
|
#9
|
مراقب
بيانات اضافيه [
+
]
|
رقم العضوية : 7139
|
تاريخ التسجيل : Sep 2006
|
أخر زيارة : 01-27-2025 (11:26 PM)
|
المشاركات :
25,145 [
+
] |
التقييم : 236
|
الدولهـ
|
الجنس ~
|
MMS ~
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
فقه السنة النبوية
تمهيد:
يعتبر موضوع الصلح ذا أهمية كبرى لما له من أثر في حياة الأفراد و الجماعات من أسر و قرى وقبائل وبين الشركاء و بين الدول والشعوب، والله تعالى يعلم بحتمية وجود خلافات بين كل هؤلاء ولكن يذكرنا بشعار لا بد أن نعود إليه في كل الظروف وهو "والصلح خير"، لا يخلو تاريخنا العريق من مؤسسات تتولى نشر ثقافة الصلح وحل النزاعات بطريقة ودية، كما نجد في موروثنا الثقافي ثروة من الأمثال والحكم التي تمجد الصلح وتجذر قيمه وتحببه إلى الناس.
والملاحظ في عالم اليوم أن الفكر القانوني العالمي اتجه نحو الصلح ويتجلى ذلك في المجالس المنعقدة على مستوى الكثير من الدول إقرارا بالعودة إلى الأصل الذي دعا إليه الله سبحانه في قوله: "و الصلح خير".
أولا: تعريف الصلح
1. لغة: صلح معناه حسن واكتمل.
[COLOR="rgb(139, 0, 0)"]2. اصطلاحا: هو إنهاء الخصومة وقطع النزاع بطريقة ودية بين الخصوم دون اللجوء إلى القضاء.
ثانيا: الأصول الشرعية للصلح: الصلح متجذر في الشريعة الإسلامية وذلك من خلال القرآن الكريم و السنة النبوية الذين يعتبران المصدرين الأولين للتشريع.
1. في القرآن:
﴿فلا جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتِ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا﴾ [سورة النساء، الآية 128]. ذكرت كلمة "صلح" ثلاث مرات في آية صغيرة بيانا لأهمية الصلح في حياة الناس.
﴿...فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [سورة الأنفال، الآية 01]. ربط الله تعالى الصلح بتقوى الله تعالى، فالذي لايؤمن بالله ولا يتقيه لن يجنح للصلح.
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [سورة الحجرات، الآية 10]. الأخوة الإسلامية فريضة شرعية تحتم على المسلمين اللجوء إلى الصلح من أجل الحفاظ عليها.
﴿لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [سورة النساء، الآية 114].ذم الله تعالى النجوى إلا في بعض المواقف منها الإصلاح بين الناس.
﴿...إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ﴾ [سورة هود، الآية 88]
﴿وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ﴾ [سورة الأعراف، الآية 170]. الإصلاح بين الناس ليس بالأمر الهين إذ يحتاج إلى جهد كبير وكثير من التضحية، لذا وعد الله تعالى المصلحين أنه لا يضيع أجرهم.
2. في الحديث النبوي: أولت السنة النبوية للصلح أهمية كبيرة تتجلى في أحاديث كثيرة نذكر منها:
«ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البين» [رواه الترمذي وصححه].
«كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ: كلَّ يومٍ تَطْلُعُ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَعْدِلُ بَيْنَ اثنين، ويُعِينُ الرَّجُلَ في دابَّتِهِ، ويَحْمِلُهُ عَلَيها، ويَرْفَعُ لهُ عَلَيها مَتَاعَهُ، ويُمِيطُ الأذى عَنِ الطَّرِيق صَدَقَةٌ» [رواه البخاري ومسلم].
عن أم كلثوم بنت عقبة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:«ليسَ الكذّابُ الذي يُصلِح بينَ الناسِ فيَنْوي خَيراً أو يقولُ خَيراً» [رواه البخاري].
عن سهلِ بنِ سعدٍ رضيَ اللهُ عنه: «أنَّ أهلَ قُباءَ اقتَتلوا حتّى تَرامَوا بالحجارةِ، فأُخبِرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بذٰلك فقال: اذهَبوا بنا نُصلِح بينَهم» [رواه البخاري].
عَنْ أَبِي إِسْحٰقَ قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ ، يَقُولُ: كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الصُّلْحَ بَيْنَ النَّبِيِّ وَبَيْنَ الْمُشْرِكِينَ، يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ. فَكَتَبَ: «هَـٰذَا مَا كَاتَبَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهِ» فَقَالُوا: لاَ تَكْتُبْ: رَسُولُ اللّهِ. فَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللّهِ لَمْ نُقَاتِلْكَ. فَقَالَ النَّبِيُّ لِعَلِيٍّ «امْحُهُ» فَقَالَ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَمْحَاهُ. فَمَحَاهُ النَّبِيُّ بِيَدِهِ...» [رواه مسلم]. درس عملي من النبي صلى الله عليه وسلم حيث تصالح مع المشركين و تنازل عن بعض حقوقه من أجل بلوغ هدفه.
«الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ المُسْلِمِينَ. إلاَّ صُلْحاً حَرَّمَ حَلاَلاً أوْ أحَلَّ حَرَاماً. والمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إلاَّ شَرْطاً حَرَّمَ حَلاَلاً أوْ أحَلَّ حَرَاماً» [رواه الترمذي، وقال حسن صحيح]. الصلح الذي يؤدي إلى تحليل الحرام أو تحريم الحلال لا يصح فالغاية لا تبرر الوسيلة.
«لا تحاسدوا ولا تنافسوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام» [مسند أبي يعلى].
ثالثا: ثمرات الصلح
1. التزام شرع الله الداعي إلى الصلح.
2. حل النزاعات بطريقة ودية.
3. إزالة الأحقاد والضغائن بين المتخاصمين وتطهير القلوب من الحقد و الشحناء.
4. توفير الأوقات والتكاليف المادية.
5. إشاعة مشاعر الأخوة والمحبة معاني الرحمة.
6. إشاعة ثقافة الصلح وقيم التسامح بين الناس.
منقول للفائدة بأن الإسلام دعاء للصلح قبل القضاء ........ والله أعلم[/COLOR]
|
|
يالله تبعدني عن النقص والعيب
وتبعد لساني عن مناقيد خلقك
اسألك يا ربي حياةٍ على طيب
وأسألك غفرانك وسترك ورزقك
|