ماذا تعرف عن الخشوع في الصلاة
يسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة في الإسلام صلة بين العبد وربه جل
وعلا , تحتم على المسلم الاهتمام بها, ومن ذلك الخشوع فيها ظاهراً
وباطناً
والخشوع الظاهري هو كون المصلي ساكناً , ناظراً إلى موضع
سجوده , غير ملتفت يمينا ولا شمالاً، متباعداً عن العبث ، وسبق
الإمام ، و موافـقـته .
والخشوع الباطني يكون باستحضار عظمة الله تعالى , والتذلل له ،
والتفكر في معاني الآيات , والأ ذكار , وعدم التفات الخاطر إلى سوى
ما ذكر .
وجمهور أهل العلم على أن الخشوع من مكملات الصلاة ، فهو
شرط في حصول الثواب , لا في الصحة والإجزاء , فعن عمار بن
ياسر رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته , تسعها , ثمنها , سبعها , سدسها , خمسها , ربعها , ثلثها , نصفها )اخرجه ابوداود في سننه1/503ح796.
وقد جاء في الترغيب في الخشوع في الصلاة أحاديث منها : ما رواه أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول ( ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها ، وخشوعها ،
وركوعها ، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ، ما لم يؤت كبيرة , وذلك
الدهر كله )أخرجه مسلم في صحيحه1/206ح228.
وقد جاء أن الخشوع أول ما يفقد من الدين , روى أبو الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلىالله عليه وسلم قال (أول شيء يرفع من هذه الأمة الخشوع ، حتى لا ترى فيها خاشعاً) ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد2/136وقال إسناده حسن , وقال حذيفة رضي الله عنه ( أول ما تفقدون من دينكم الخشوع , وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة ، ولتـنـقضن عرى الإسلام عروة عروة..) اخرجه ابن شيبه في مصنفه كتاب الزهد , والحاكم في مستدركه , كتاب الفتن والملاحم4/469،وصححه , و وافقه الذهبي . وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال ( يوشك أن تدخل المسجد فلا ترى فيه رجلاً خاشعا)أخرجه الإمام احمدفي مسنده6/26.
والمراد أن الناس في صلاتهم مختلفون في حصول الثواب على حسب أحوالهم في الخشوع ، فمنهم من يحصل له عشر ثواب صلاته ، ومنهم من يحصل له تسعه , وهكذا , ومنهم من يحصل له الثواب كاملاً , لما رواه كعب بن عمرو رضي الله عنه أن الرسول صلىالله عليه وسلم قال (إن منكم من يصلي الصلاة كاملة ، ومنكم من يصلي النصف ، والربع ، والخمس )،
حتى بلغ العشر . أخرجه الطحاوي في مشاكل الآثار2/31
فينبغي للمصلي أن يدخل في الصلاة بإقبال عليها , مع تدبر معاني الآيات , والأذكار ، وأن يراقب الله تعالى فيها ولا يتفكر في غير ما هو فيه ، وأن يحرص على أداء الأقوال والأفعال الواردة فيها على وجوه متنوعة , فالقاعدة - وهي اختيار سيخ الإسلام رحمه الله – أن العبادات التي فعلها النبي صلىالله عليه وسلم على أنواع , يشرع فعلها على جميع تلك الأنواع ، لا يكره منها شيء, وذلك مثل أنواع التشهدات , وأنواع الإستفتاح .(مجموع الفتاوى22/335.
وفي تطبيق هذه القاعدة فوائد :
- تحقيق اتباع الرسول صلىالله عليه وسلم .
- إحياء السنة ، وحفظها بوجوهها, وذلك لأن الاستمرار على قول
أوفعل معين ، دون الأقوال والأفعال الاخرى يؤدي إلى نسيان السنة ,
ومن نم موتها .
- أنه ادعى لحضور القلب , فالمصلي إذا راعى عند الاستـفـتاح ، أو
التشهد , أو الذكر بعد الصلاة مثلاً أن يختار هذه الصيغة ، أو هذه
الصيغة ، حضر قلبه ، لكن إذا أمسلك بوجه واحد من وجوه الذكر أو
الفعل صار يقوله أو يفعله من دون شعور ، كأنه عادة .
- اليسير على المكلف , و عدم ملله وسآمته (شرح الممتع3/37,وقواعدابن رجب ص14.[/size]
آخر تعديل نظام يوم
03-19-2005 في 12:36 PM.
|