عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-18-2014, 10:52 PM
مشرف الأقسام الإسلامية
محبكم في الله غير متصل
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 18564
 تاريخ التسجيل : Nov 2009
 فترة الأقامة : 5782 يوم
 أخر زيارة : 02-24-2019 (12:12 PM)
 المشاركات : 1,339 [ + ]
 التقييم : 7
 معدل التقييم : محبكم في الله is an unknown quantity at this point
بيانات اضافيه [ + ]
{فَلَا تَعْجَل عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدّ لَهُمْ عَدًّا}



وفي هذه الآية: دروس عظيمة في التربية والتزكية، وفي الدعوة والجهاد، وفي فهم سنن الله في البشر، وقيام الدول وانهيارها، وابتلاء المؤمنين، واستطالة الظالمين.

فَمِنْ الناس من إذا رأى انتفاش الباطل وشدة صولته وبطشه، جزع أو يأس، وتبرَّم، أو قنط.

وربما استطال الطريق، وتململ من شدة الضربات، ودارت في داخلة نفسه معارك صاخبة، وتساؤلات مؤلمة ومزلزلة.

ألسنا على الحق وهم على الباطل؟

ألسنا المظلومين وهم الظالمون المجرمون؟

أليس الله مُطلِعًا على بغيهم وعدوانهم وسفكهم للدماء وانتهاكهم للحُرمات، وصدهم عن سبيل الله، وتضييقهم على الدعوة؟

متى النصر إذن؟ ومتى انتقام الله للأنفس التي أُزهِقَت، والدماء التي أُريقَت والحُرمات التي انتُهِكت؟

وما كم التضحيات التي يجب أن تُقدَّم حتى تشفى صدور المؤمنين وتقرّ أعينهم بهلاك الظالمين؟

وهنا تأتي الآيات لتسكب في النفوس بردًا وطمأنينة، وفي القلوب ثباتًا ويقينًا، وفي العقول معرفة وفهما.

فلِمَ العجلة والأمر كله لله، والكون كونه، والعباد عباده، وهو الذي سلَّط هؤلاء الظالمين عليكم تطهيرًا للنفوس، وتصحيحًا للمسار، وتكفيرًا للذنوب ورفعة للدرجات.

ثم لِمَ العجلة! وكل ما يفعله الظالمون مرصود ومكتوب، ومحسوب ومشهود، وإنما هي أيام معدودات، طالت أم قصُرت، يقضونها في إمهال الله وحلمه لعلهم يرجعون أو يتذكرون...

ثم إذا أصرُّوا على الطغيان، وتمادوا في الفجور والعصيان آتاهم أمر الله، وحلَّ بهم عذابه الذي لا يُرَدُّ عن القوم المجرمين.

ووالله! ثم والله لينصرن الله هذا الدين، ولكننا قوم يستعجلون!



 توقيع : محبكم في الله




رد مع اقتباس