ففي الناس من يذهبون إلى أن الحب بمعناه الحقيقي
إنما يكون بـين المتجانسين من الأنداد.
فالإنسان إنما يتجه بالحب إلى إنسان مثله،
يعجب منه بشكله الـذي يـراه،
أو بصوته الذي يسري إلى أذناه،
أو برائحته الزكية التي تفوح من حوله، فيحبـه ..
ذلـك لأن الـصلة مـا بـين المحب والمحبوب هي العين التي ترى والأذن التي تسمع والأنف الذي يشم والفـم الـذي يتـذوق.
أمـا الله عز وجل فلا سبيل لشيء من هذه الحواس إلى الإحساس به.
ومن ثم فـإن القـول بـأن نوافـذ الحب محصورة في الحواس الخمس،
باطل من القول .. فالبـصيرة الباطنـة في الإنـسان أقـوى مـن بـصره الظاهر،
والقلب أشد إدراكاً من العين فيما يُرى،
ومن الأذن فيما يُسمع.
ومـن ثـم فـإن جمـال المعـاني المدركة بالعقل، كثيراً ما تكون أعظم من جمال الصور الظاهرة للأعـين ومـن جمـال الأصـوات الظـاهرة للآذان ..
|