مشاركة: مـــصـــــــــابــــــــيــح الـــــدجـــــى ،،، ومـــنـــــارات الــهـــــــدى...!!
بسم الله الرحمن الرحيم
أشكر أخي الناقد على هذا الطرح المبارك وجزاه الله خيرا وجعله في ميزان حسناته
وأسمحوا لي بهذه المشاركه في هذا الموضوع المهم ودمتم000
من هم العلماء؟
يقول الدكتور ناصر بن عبدالكريم العقل معرفا من هم العلماء وسماتهم:
العلماء هم العالمون بشرع الله، والعاملون بعلمهم على هدى وبصيرة، على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسلف الأمة، الداعون إلى الله بالحكمة التي وهبهم الله إياها: -وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً--البقرة: من الآية269-.. والحكمة: العلم والفقه.
فعلى هذا ؛ فالعلماء بهذا التعريف: هم الدعاة بداهة، والعلماء هم ورثة الأنبياء، والأنبياء هم الدعاة، فأجدر من يتصدر الدعوة بعد الأنبياء عليهم السلام- وقد انقضت النبوة وانتهت-: هم العلماء وذلك:
أولا: لأنهم ورثتهم. والأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا، إنما ورثوا هذا العلم. والدعوة إنمتكون بالعلم، فأهل العلم هم الدعاة.ا
ثانيا: العلماء هم حجة الله في أرضه على الخلق، والحجة لا تقوم إلا على لسان داعية بفقهه وبعلمه وبقدوته، فعلى هذا، فالعلماء هم أجدر الناس بالدعوة.
ثالثا: العلماء هم أهل الحل والعقد في الأمة، وهم أولوا الأمر الذين تجب طاعتهم، كما قال غير واحد من السلف في تفسير قوله تعالى: -وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم- -النساء: 59-. قال مجاهد: هم أولو العلم والفقه.. وإذا كانوا هم أولو الأمر فولايتهم للدعوة من باب أولى.
رابعا: العلماء هم المؤتمنون على مصالح الأمة العظمى،على دينها، وعلى دنياها وأمنها ؛ ومن باب أولى أن يكونوا هم المؤتمنون على الدعوة وشؤونها.
خامسا: العلماء هم أهل الشورى الذين ترجع إليهم الأمة في جميع شؤونها ومصالحها. وإذا كانوا يستشارون في جميع مصالح الأمة- في دينها ودنياها- فمن باب أولى أن يكونوا هم أهل الشورى في الدعوة وقيادتها.
- ومع هذا كله فإن تقدير العلماء واحترامهم لا يكون بالتذلل أمامهم والخضوع لهم كما هي عادة المبتدعة، وعلى هذا المسألة نبه الشيخ بكر أبوزيد في كتابه حلية طالب العلم موصياً طالب العلم بالتحلي بالأدب الرفيع مع شيخه إلى أن يقول: -أعيذك بالله من صنيع الأعاجم والطرفية، والمبتدعة الخلفية، من الخضوع الخارج عن آداب الشرع من لحس الأيدي، وتقبيــل الأكتاف، والقبض على اليمين باليمين والشمال عند السلام كحال تودد الكبار للأطفال، والانحناء عند السلام، واستعمال الألفاظ الرخوة المتخاذلة: سيدي، مولاي، ونحوها من ألفاظ الخدم والعبيد-. ومن هنا ندرك أن احترام العلماء وتوقيرهم لابد وأن يكون وفق الشريعة الإسلامية الصحيحة وعلى طالب العلم الابتعاد عن الأفعال البدعية المخالفة لهدي السلف الصالح.
- وفي الختام نشير إلى كلمة جميلة للحافظ ابن رجب عمن يتكلمون على العلماء ويدعون أنهم يقصدون تبيين خطأ ما وقع فيـه هــذا العالم أو ذاك يقول ابن رجــب - رحمه الله تعالى - -إذا كان مراد الراد بذلك إظهار عيب من رد عليه وتنقصه وتبيين جهله وقصوره في العلم ونحو ذلك كان محرماً سواء كان رده لذلك في وجه من رد عليه أم غيبته وسواء كان في حياته أم بعد موته، وهذا داخل فيما ذمه الله تعالى في كتابه وتوعد عليه من الهمز واللمز وداخل أيضاً في قول النبي صلى الله عليه وسلم : -يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته-. وهذا كله في حق العلماء المقتدى بهم في الدين؛ فأما أهل البدع والضلالة ومن تشبهوا بالعلماء وليسوا منهم فيجوز بيان جهلهم وإظهار عيوبهم تحذيراً من الاقتداء بهم-.
|