مع إيماني أن ثورة الشعوب تحققها الإرادة الحرة قبل تدخل أي عامل آخر، ولكل جديد محاسنه ومساوئه .
أن الثورات العربية تشترك في أسباب عميقة مؤدية لاندلاعها وفي مقدمة هذه الأسباب ما يمكن تسميته بالجمود السياسي حيث تشترك غالبية الدول العربية بالجدب السياسي" وعدم ممارسة الديمقراطية الحقيقية، وأهم معانيها تبادل السلطة والتعددية السياسية. وهذه الحقيقة لا يمكن تغطيتها بالانتخابات الشكلية والحياة النيابية المقيدة، التي يشوب انتخاباتها الشك بنزاهتها ومدى تعبيرها عن نبض الشارع. لا يوجد تداول للسلطة. وأدى ذلك الى فقدان الأمل في أي تحسن أو تغيير في ظل تلك الأنظمة التي كانت مهيمنة في بلدان الربيع العربي بالإضافة إلى تدهور الظروف المعيشية وتنامي الفساد وانعدام العدل الاجتماعي.
أما عناوين مرحلة ما بعد الثورة فهي المطالبة بالديمقراطية والكرامة ، ومعالجة قضايا الفقر والبطالة، وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص. وفي هذا السياق من الضروري الإشارة الى حالة الفوضى التي ما تزال تكتنف بعض دول الربيع العربي. وهذا أمر طبيعي في ظل انهيار القبضة البوليسية ، وإتاحة الفرصة لجميع مكونات المجتمعات للتعبير عن ذاتها، وعدم وجود قوى سياسية مجتمعية قادرة على الحسم. وقد يستمر ذلك الى فترة من الزمن يصعب تقديرها حتى تتضح الأمور، وتستتب الأوضاع، لكن العودة الى الوراء في ظل صحوة الشعوب الى أنظمة الاستبداد والفساد باتت من الماضي.
لقد كنت في تونس من أيام قليلة ولم أر لا قتل ولا أي شيء مما ذكرت
والحمدلله أول مرةأستطيع الدخول لهذا البلد بلباسي الإسلامي مرتاحة البال،أليس هذا إنجازا في حد ذاته!؟
ومن قراءتنا للتاريخ نرى وأن ما بعد الثورات فيه تجاذبات عدة
وأحسن مثال على ذلك هي الثورة الفرنسية وبقى الحال على عدم الإستقرار لعشر سنين ثم وصلت لما هي عليه اليوم.
|