مثال على نشاط يوم واحد في القرية ..
لنأخذ هذا اليوم الملئ بالنشاط والحركة لإسرة مكونة على سبيل المثال من ..
أب وأم وبنتان وولدان علماً بأن تكوين الأسر مختلف والنشاط اليومي قد يختلف بعض الشئ
إلا أن معظم النشاطات اليومية روتينية , ولا شك أن هذا اليوم قبل وجود المدارس حيث كان السكان
يتعلمون في المساجد عن طريق مايسمى بالكتاتيب .
يستيقظ الجميع مع أذان الفجر صغيرهم وكبيرهم
وبعد الصلاه يتناولون القهوة مع التمر ثم يذهب الرجل مع صحبة كبار أبنائه إلى المزارع ولنعتبر ذلكـ
موسم الحراثة أو الري تكون معهم الثيران والأدوات اللازمة للعمل المطلوب . يبدأون العمل في المزرعة
إلى وقت الضحى حيث تأتي الأم بفطورهم وبعد الفطور يستكملون العمل حتى صلاة الظهر
وهنا يتوقفون للقيلوله وخلال الأستراحة يتم أداء صلاة الظهر وتناول وجبة الغداء .
بعد صلاة العصر يعاودون عملهم إلى صلاة المغرب .
أما الأم وبعض البنات فعليهم بعد طلوع الشمس
أن يخرجون الأبقار والدجاج وبقية الحيوانات الى فناء البيت وإعلافها
وعليهن نظافة البيت والساحات الخارجية وكذلك جلب الماء بواسطة القرب من الآبار
وفي الظهيرة تذهب إحدى البنات بالحيوانات إلى الغدير حيث تسقيها وتعود بها إلى البيت
وتتم هذه العملية مرة أخرى قبل صلاة المغرب , كما تقوم البنت الأخرى بتجميع مخلفات الحيوانات
ونقلها إلى مكان تجميع السماد ومساعدة أمها في تجهيز الوجبات وأعمال المنزل .
يقوم الولد أو البنت الذي علية الدور برعي الأغنام مع بزوغ نور الشمس إلى الجبال
بعيداً عن القرية حتى قبل صلاة المغرب حيث يعود جميع الرعاة ومن ضمن الأعمال المناطة بالبنات
قص الحشائش والأعلاف من المزارع وجلبها إلى البيت ومساعدة الأب والأولاد في أعمال الزراعة
أما صغار السن فمسؤليتهم رعي الأغنام الصغيرة والخرفان والمعدة للضيوف بالقرب من الحقول وتحت أنظار ذويهم .
هذا بالإضافة إلى النشاطات العرضية الأخرى فليس هناك مايسمى بالفراغ في حياة القرويين
ولكن رغم الروتين اليومي إلا أن الحياة بسيطة وممتعة مع قساوتها .
كان هذا مثال لنشاط يوم واحد ولكن قد تختلف النشاطات
كما أسلفت فهناك أعمال أخرى مثل البناء والنقل وغيرها ولكن الأعمال في فترة ما قبل المغرب
تكاد تكون روتينيه فالأم والبنات شغلهم جلب الماء وتنظيف المنزل والاعتناء بالحيوانات
وجمع الحليب وهزة وإستخراج مشتقاته من اللبن والزبد والسمن إلخ بينما يقوم الأولاد بجلب أغصان الطلح للجمل
وتجميع عدد الري والحرث وتخزينها أما الأب فقد يخلد للراحة عن طريق الجلوس مع بعض الآباء
لمناقشة أمور معينة مع العلم بإن الجميع يخلدون إلى النوم في ساعة مبكرة من الليل بإنتظار مشقة اليوم التالي .
رحم الله أبائنا وأجدادنا وجزاهم عنا خير الجزاء
ولازال الحديث نقلاً عن رواة من الديرة