أحدهما معه سلاح فأطلق رصاصة، فأخطأت خصمه، وهناك من
سمع الشجار فمد رأسه من دكانه فجاءت الرصاصة في عنقه قريباً
من عموده الفقري، فُشُلَّ تماماً.
فاستوقفني رجل وقال: يا أستاذ أنت تحدثنا عن عدالة الله، فما صنع
هذا: إنه رجل صالح فتح دكانه ليسترزق ويسعى على عياله وهو
يبيع أقمشة، ولا ذنب له، سمع شجاراً، فمد رأسه فجاءت هذه
الرصاصة في عنقه قريباً من عموده الفقري فأصبح مشلولاً
فأين عدالة الله ؟
قلت: والله أنا أعرف أن الله عادل، ولكنك أطلعتني على فصل من
فصول هذه الحادثة، ولعل لها فصولاً لا نعرفها، لا أنا ولا أنت وأنا
أسلم لعدالة الله.
فو الله الذي لا إله إلا هو ؛ إنها من غرائب المصادفات، والأصح
أنها ليست مصادفات: وهي أن صديقاً لي من حي الميدان حدثني
بعد عشرين يوماً عن حادثة مثيلة، قال: لنا جار كان وصياً على
أموال أولاد أخيه الأيتام وبقي لهم معه عشرون ألفاً ـ ثمن بيت ـ
والحادثة قديمة وكان البيت ثمنه عشرون ألفاً فرفض أن يعطيهم هذا
المبلغ فشكوه إلى أحد علماء الميدان، الشيخ حسين خطاب،
فاستدعاه واستدعى أولاد أخوته، فأصرَّ على عدم دفع المبلغ
فقال الشيخ حسين رحمه الله بالحرف الواحد: يا بني هذا عمكم فإياكم
أن تشتكوا عليه للقضاء، هذه الشكوى لا تليق بكم، ولكن اشكوه إلى
الله " هذه الواقعة تمت الساعة الثامنة مساءً، في اليوم الثاني
مد رأسه من الدكان فأصابته الرصاصة فشُلَّ جسمه.