بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اصعب شيء ان ترى دموع الرجل تنهمر وهو عاااااااااجز عن عمل اي شيء .
والاصعب ان يكون هذا الرجل خايف والكل أمن .

والاصعب من ذلك ان لا تجد ما تقدمه له عندما ينظر اليك الا الدموع والتي تحاول حتى منعها من الخروج .

بعد الفراغ من صلاة العصر كان هناك بعض الحديث مع جماعة المسجد وكان معنا رجل وقور معمر تعدى التسعين عاما ولكنه يمشي الى المسجد ويصلي معنا كل الفروض على كرسي .
نظره طيب وسمعه لا بأس ومنظره يدل على اهتمام ابنائه به .
وهم اسرة نعرفها من افضل الاسر دينا وخلقا لا الرجل ولا اهل بيته نحسبهم والله حسيبهم .
بعد ان تفرقوا جماعة المسجد ولم يبقى الا انا وهو قال لي يابو فهد : انا ما انام الليل .
قلت عسى ما شر يابو فلان .
قال : اسهر ما يجيني نوم .
قلت من باب المداعبة : اكيد تفكر تتزوج .
ضحك ضحكة الرجل الوقور وقال : لا لا .
قال : استوحش ( من الوحشة ) اي اخاف .
احسست ان المسجد يدور بي وغالبت دموعي التي غلبتني ونهضت وسلمت على رأسه رأفةً به ولعلي استطيع ان اخفي دموعي عنه .
ذلك الرجل البدوي والذي عاش في الصحراء اكثر حياته لا ماء ولا كهرباء ولا يعرف الخوف الى قلبه سبيل اصبح الآن يستوحش .
علما ان البيت به زوجته الطاعنة في السن وولده الرجل الطيب البار كما نعرفه واسرته .
لكنه العمر عندما يتقدم بلانسان يعود مثل الطفل الصغير في كل تصرفاته حتى احاسيسه تتراجع وتصغر .

هذه الكلمة اعطتني درسا يساوي ما تعلمته خلال 58 سنة مرت من عمري .
وهو ان كبار السن لا يكفي ان نهتم بهم اكلا وشربا وملبسا وعلاجا .
ولكن ان نهتم بهم نفسيا فلهم احساس يختلف عن ما نعرفه عنهم سابقا .
قال تعالى :
( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة ...الآية .

وقال تعالى :
( ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا .

انه فعلا شيء مؤلم فهل نعي ذلك مع كبار السن ؟

اسأل الله ان يحسن لنا ولكم ولجميع المسلمين الختام والسلام عليكم .