عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-2014, 03:17 PM   #6
ضيفة بني عمرو


الصورة الرمزية أم وائل
أم وائل غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 28441
 تاريخ التسجيل :  Mar 2013
 أخر زيارة : 01-08-2021 (01:45 PM)
 المشاركات : 3,492 [ + ]
 التقييم :  287
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اليوم نعيش زمن : فيه كثرت الشبهات، وأطلت البدع برأسها، وتغير الحال وتبدل، وتمكن الكفار من ركاب المسلمين في كل مكان، وأصاب المسلمين ضعفٌ وتفرقة

إن ما تشهده أمة الإسلام اليوم من تفرق وتشرذم وضعف وخور وجبن ما هو إلا مصداق لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :" يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا : أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ ، قال : بل أنتم يومئذ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعــن الله المهابة من صدور أعدائكم ، وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالوا : وما الوهن يا رسول الله ؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت " ( رواه أبو داود وهو حديث صحيح ).

لقد أصبحت أمة الإسلام اليوم "غثاء" من الكتل البشرية الخاوية ، تعيش على ضفاف مجرى الحياة دويلات متناثرة متفرقة،تفصل بينها حدود جغرافية ونعرات مصطنعة ، تدور بها "الـدوامـات" الـسـيـاسية فـلا تملك نفسها عن الدوران ، ولا تختار حتى المكان الذي تدور فيه!.
إن المتأمل في واقع الأمة الإسلامية اليوم، يلاحظ كيف أنها وصلت إلى حالة سيئة، من ضعف ووهن وشتات واختلاف، ضعف في عقيدتها، وضعف في قوتها، وضعف في اقتصادها وضعف في قراراتها، وضعف في تسيير شؤون نفسها، ثم ضعف في كل جانب من جوانبها، فأدى ذلك إلى تكالب أعدائها عليها، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، محاولين تحطيمها والإجهاز عليها، أما واقع المجتمع اليوم، مجتمع سيئ، قد أصاب العلاقات الاجتماعية التي تربط أفراده، الضعف والوهن، والبعد عن منهج الله سبحانه وتعالى.
يجد المتتبع لواقع الأسرة، في الدول الإسلامية اليوم، التمزق والتباغض والتحاسد والانحلال، هو الذي أصاب أغلب الأسر اليوم.

أما بالنسبة للفرد، فقد تشوهت عقيدته، في كثير من الأمور، وحدث له قصور في الفهم وضعف في شعوره بانتمائه للأمة الإسلامية، وجهل لكثير من أمور دينه، إلا من رحم الله عز وجل.

مـا من يوم تطلع فيه الشمس ، إلا ويزداد اليقين بأن هذه الأمة أُصيبت في مقتل ،
لـقـد قـذف الله فـي قـلــوب المسلمين "الوهن" فأصبحوا أمة تخاف من تكاليف الشجاعة وتحجم عن مجابهة من ظلمها والانتصار لحقها ، وجبنت عن صد الغزاة فتداعت عليها الأمم ، وأحاط بها الأعداء إحاطة السوار بالمعصم وصارت قصعة مستباحة ينهشونها من كل جانب .
هذه الأمة لا تعاني من نقص فـي عدد ولا عدة ولا ثروة ولا مقومات فالمسلمون اليوم أكثر من خمس العالم ، وأراضيهم واسعة شاسعة والخيرات التي حباهم الله إياها كثيرة وفيرة ، لكنها برغم هذا في حالة لا تفرح صديقاً ولا تشمت حاسداً .أما الوزن الدولي فلا شيء فهي موزعة ما بين شرق أوسط وأقصى وأدنـى ، مصنفة تبعاً لموقعها الجغرافي .أما حقوقها وكرامتها فوضعها ووضع العالم منها يلخصه المثل العربي القديم : "أوسعتهم سباً وأودوا بالإبل"!.
وسبب ذلك كله أنها تخلت عن أسباب النصر والتمـكــين وأخلدت إلى تبعية الغرب في كل شيء وسلمت لهم ما حباها الله إياها من خزائن الأرض وخيراتها ، لم تحسن الاستفادة من سواعد رجالها وهمم أبطالها وتضحيات مجاهديها لتسترد حقوقها ، ولم تنتفع بما تدخره من عدد وأسلحة في مواجهة أعدائها ، ولم توظف أدمغة وعقول أبنائها في بناء مجدها ورفعتها .

أخي ابراهيم
أعتذر عن الاطالة
فاليوم وضعت بين أيدينا كلمات تخاطب العقل ؛ عبارات في الصميم ؛ معاني واقعيه ؛ كلمات واقعيه : فهو كلام قوي
فكيف لي أن لا أطيل في الكتابة
شكري واحترامي وتقديري لشخصك ولقلمك الذهبي
مع تحيتي


 
 توقيع : أم وائل



رد مع اقتباس