الزيارة
-------------
في هذا اليوم سوف يأتي وليدد لزيارتي ..
سألته إن كان يحبني ..أجابني بنصف الإجابة ..والنصف الآخر كما قال
حينما يأتي لزيارتي في المرة القادمة
=أحبك ...
قالها بكل سطوته السليطة على قلبي ..
قالها لتهيمن على إحساسي ..وتجعلني أحترق ألف مرة ...شوقا إلى رؤيته في كل مرة
لو اكتفى بها لكفت .. ولكنه يقول هناك جزء آخر ..!!
يـــإلهي سوف ينفجر قلبي ....!!
علي ان أقابله قبل أن تقابله أمي ....
وفي هذه الحالة عليه أن يتقدم عن موعد الزيارة عن الموعد المحدد له نصف ساعة
الحضور الساعة التاسعة ..هذا يعني أن عليه الحضور الساعة الثامنة والنصف ..
(يا للتفكير )
إنني أنتظر الجزء الآخر من اعترافه بفارغ الصبر ..
يحبني ! ...أعرف ذلك .. ولكن ماهو الشيء الآخر ..ماذا بعد ياوليد أكثر من الحب !
(ماعاد بقى شي ..اركدي )
يبدو أنه أصابني الخرف!! ...أم هو جنون الحب !
لست أدري ..المهم أنني في حالة انتظار
مرت فترة العصر ثقيلة جدا جدا ...ثم ابتدأت تجهيزات الاستقبال بعد المغرب
لماذا لاأشعر أنني مثل بقية البنات ! ..تنتظراحداهن خطيبها بحماس طبيعي !
وقليلا قليلا ..اقترب الموعد ..
الساعة الآن الثامنة والثلث .. ! خرجت الى الفناء الخارجي .. ادور فيه .. انتظره ..
وعدته أن أكون أنا من يستقبله .. وسأفعل .. وفي لحظة ..رن جرس الباب !
وفي لحظة ..وبسرعة الصاروخ كان الباب قد انفتح . .
تسمر في مكانه .. ..وانفتحت عيناه كالمشدوه .. وتسمرت في مكاني
..الباب انفتح على نحو غير متوقع ..
لقد كنت سريعة للغاية ..... لقد كان شوقي مفضوحا
نظرت إلى عينيه .. فإذا بها تدمع من الضحك ........
وعيناي بدأت تذرف الدمع من الإنفعال والحرج ..
حتى قهقه بصوت عال ..ثم تكلم بطريقة رسمية مفتعلة ..
.= ماقلت لك انك مجنونة ؟؟
طأطات برأسي إلى الأرض ..
-إلا ..قلت !
ثم ابتسم ابتسامة واسعة ... وفتح ذراعيه التي تحمل إحداهما باقة من الورد الأحمرالرائع
ولم أتمالك نفسي .. فألقيت بها بين ذراعيه .. وطوقت عنقه ... وهمس في أذني
أنا .......امووووووووت ........عليك !!
!
*
*
*
*
لست أدري كم دام العناق من لحظاااات ...ولكنني أخيرا
أدخلته إلى غرفة الضيوف .. ثم انطلقت الى والدتي أعترف بالجريمة بطريقة حضارية ..
-أمي ..
= هلا
- وليد جاء .
- جاء..؟ وسارعت لاستقباله .. فقلت
-خلاص ياأمي ...دخل
ثم التفتت إلي التفاته حاذقة .. ومتأملة .. وسألت ..
= متى دخل .. ؟
- قبل نصف ساعة ..
=من استقبله ؟
-أنا طبعا ..(وفيني ضحكة كبيرة )
=والله منتي سهلى ..تخوفون ياهالبنات !
- يأمي خلي الدعوة فري ..ليش التشديد !
وانا مستمرة في الضحك
=فري ؟ هاه؟ ...يالله جهزي لين أروح اسلم عليه
ثم بدأت بالتحضير ...
وفي رأسي شيء واحد وفكرة واحدة ..
فلتذهب كل تقاليد الشرق بأجمعها ..الى مكان سحيق ثم تختفي
..أليس في الحكم الصحيح زوجي!
إذن فليبق ماأشعر به .. في قلبي هو الكيان ..وهو الأساس ..
وهو عاداتي وتقاليدي منذ الآن !
* * * * * * * * *
قمنا بواجب الضيافة كما يجب ...ثلاث ساعات متواصلة لم نشعر حتى بها
يذهب الوالد قليلا فنستمتع بالحديث المباشر الحالم ..ثم يعود فيعود الكلام بالشركات والمؤسسات
ومشاكل العالم اليوم ..
وأنا أشعر بالتصنع في كلامه لوجود والدي ...وأستغرق في الضحك بداخلي ..
بدأ وليد يلمح بقرب موعد الزواج ... فقال والدي ..
-ماتبغى تخلي لنا أحلام شهر زيادة
رفض وليد بلباقة ..
=خلاص ماشبعتو منها ؟؟ عموما احنا إن شاء الله موجودين بنفس المدينة
يعني إن شالله بنكون مرابطين عندكم بعد الزواج !
=أها ..دام كذا ...خذها من الحين !
-من الحيييييين ..؟
هنا تكلمت ..
-شكلك ماصدقت ياابوي ...
وضحك بقوة ... ثم قام و اردف وهو ينظر إلى اليمين وإلى اليسار كأنه خائف من شيء ما ..
-أجل الحين بترككم براحتكم ..بس هاااه ..لاتقولون للوالدة إني تركتكم !
=فقال وليد مهددا ...أنا اللي بقولها ..
-دام كذا ياوليد ..إنت الخسران ...وهااااذي جلسة .. (ثم عاد الى مكانه)ماني تارككم لين تطلع ..
على نفسها جنت براقش...وأردف وليد بسرعة
=لاااااااا..والله محد يقولها ..انت تطمن بس وروح ....
-والله إني عارف إنكم ماتصدقون متى أطلع
ضحك الجميع ثم قال :
يالله ياوليد .. أشوفك بخير ...
=بحفظ الله ورعايته ..
خرج والدي ...ثم نظر وليد إلي وقال :
=ياحبي لعمي أحس إنه يفهم الحركات ....
-وأنا بعد احبه ..أبوي وش أسوي ...
=صراحة أحس إني ....
-فار مخنوق ...
(ياإلهي كيف خرجت هذه الكلمة !! )
فانطلقت منه ضحكة قوية مجلجلة ..
فنهضت من مكاني ..لأرى هل سمعها أحد أم لا ..ثم عدت وأنا أضحك بإحراج شديد ..
وقال ...
=أنا فار يالفارة؟
ضحكت طوييييلا طويلا ..ثم أردفت :
-لا ماأقصد بس شكلك متوهق مع الوالد ..
= أنحرج منه وبنفس الوقت ودي أجلس معاك لوحدنا ...وهو مو فايته الشي هذا ..
عموما ..قولي لي
مرتاحة؟؟
-الحمدلله على أتم الراحة ...وحالي بأحسن حال ...
ثم استطردت وأنا أمعن النظر الى كفي !!..
دامك معاي ..
= طيب هاه ..مستعدة ؟
-لإيش ؟
=تبين تقولين إنك من يوم جيت وانتي منتي تلفين وتدورين تبغين تعرفين الجزء الثاني
ضحكت من أعماقي .. وقلت
-أكيييد وترى وقتك انتهى ...يعني بسرعة هاته!
وهو يضحك ويدخل يده إلى جيبه ويخرج مظروفا صغيرا ويقول ..
=الجزء الثاني ياحبة العين ..رسالة مني لك ...أقولك فيها عن كل اللي بنفسي ..ووبكل صراحة ..
مددت يدي بكل بطء ومقاومة حتى لاأختطفها اختطافا ..وأنا أنظر إليها بكل حب ....وفرح .....وسعادة
وأضمها إلى صدري ..
-أشكرك من كل قلبي ...
=طبعا ممنوع قراءتها لحد ماأوصل البيت .. وياريت لمن تنتهين منها أعرف ..
اتفقنا؟
-صار...
=والحين أستأذنك ..
-وقفت ووقف شامخا أمامي ليغادر ...ثم اقترب وطبع قبلع على رأسي ..
وأثناء مغادرته
دخلت والدتي ...
-ها ياولدي طالع ؟
إيه ياخالة .. خلاص نبي نطلع قبل تزعلون علينا .....ولا ترانا لوطعنا أنفسنا جلسنا للفجر ..
-البيت بيتك ياوليد ..ومن اليوم لاتستحي منا ..خلاص ..
=مشكورة ياخالة ماتقصرين ....
- يأحلام وصليه للباب وتعالي ..وهي تنظر إلي نظرة ذات معنى ...
-حاضر ياأمي .
أوصلته إلى الباب ..
وعند خروجه كنت أمسك بالورقة بكل قوتي ...وكان يمسك بيدي بكل قوته
إنها المرة الأولى التي أردته أن يخرج سريعا ..أنما حتى أقرأ مابقلبه ......ثم ....
ياليته يعود ...
سحبت يدي من بين يديه بصعوبه .....ثم عانقني عناقا هادئا ..ثم ..ودعته ....
ركضت سريعا إلى غرفتي ....
وفتحت الرسالة !!