10-22-2013, 02:45 PM
|
|
وخز الشوك !!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل خمسين سنة تقريبا لم يكن عندنا من مقومات الحضارة والتقدم اي شيء يذكر .
بيوتنا من الحجر عبارة عن عدد بسيط من الغرف ان كانت دور واحد يطلق عليها ( الاراضي )
وان كانت دورين قلنا ( اراضي وعلاوا )
وان كانت اكثر من ذلك وداخل حوش يطلق عليها ( ساحة ) . ما يخصص للسكن البشري هو الجزء الاقل والباقي :
للحلال ( البقر والغنم والجمل ) وللنزيع ( الحبوب ) ومشارب ( لحفظ اعلاف الحلال ) .

كنا حفاة وشبه عراة يعني تفصل ثوب في السنة ان كتب الله لك ذلك .

لا كهرباء ولا اسفلت ولا سيارات الا النادر جدا ولا مال الا ما نجنيه من البلاد او نبيعه من الحلال وكان ثمنٍ بخس لا يكفي لـ ( مد قهوة ) او وقية ( حواية ) بهارات القهوة .
اعمالنا في الحراثة والرعي .
الشمس والبرد والجوع والضمأ رفيقنا الملازم دائما لنا لا يكاد يفارقنا .
وكان علاجنا له هو : الصبر .
الرجال والنساء والاطفال كل له عمل يعرفه ويلزمه انجازه .


والغني التاجر يشتري سكر وشاهي وهم اقل من القلة .
اللحم عند عيد الاضحى وعيدكم مبارك .
الرز كان في علم الغيب .
الفواكه من الاساطير التي تحكى ولا تشاف .
لكن :
كنا ابناء القرية الواحدة يد واحدة وقلوبنا على بعضنا .
المصيبة :
ان ابناء القبائل كانوا في تناحر وعداء حتى ولو كانوا بقرب بعضهم .
كنا نسمع اذا ذكرت القبيلة الفلانية من يقول :
( انهم عدو الله يكفى شرهم )
سبحان الله مسلم وجار وبدون اي سبب يكون ( عدو الله يكفى شره ) !!!
كان لا يخرج الرجل من بيته الا وهو متحزم بخنجره ومتوشحا بندقيته وعطيفه ( فاسه ) على كتفه ليس ذلك قوة منه او زود نشاطا ولكنه الخوف ,
نعم الخوف من الغدر به بسبب ثار قديم بين قبيلة واخرى .
وكم سمعنا المثل القائل :
( انا واخوي على ابن عمي وانا وابن عمي على الغريب ) .
ان هذا المثل لم يأتي من فراغ .

امّا اليوم فنحمد الله في امن وامان وطاعة رحمن الى درجة اننا لم نعد نحس بالخوف .
وهذه من نعم الله علينا .
اصبحنا نرى في قرانا المباني التي لم توجد في كثير من عواصم الدول التي سبقتنا بحاضارتها من الاف السنين .
الاكل ننزل الاسواق ويحتار الشخص من اي نوع يشتري لتعدد الانواع من كل نوع .
الكهرباء والمواصلات والصحة والاتصالات فنحمد الله ونشكره فبالشكر تدوم النعم .
اعود لعنوان المقال ( وخز الشوك ) .
كان الواحد يناظر الى بطن قدمه ( اكرمكم الله ) فاذا هي مثل الغربال من وخز الشوك اذ لا يمكن ان يمر يوم لا يشاك اكثر من مرة .
ولكن عرفت بعد ما اطلعت على الطب الصيني انها سبب نشاطنا وصحتنا بعد الله في تلك الحقبة والتي كانت تفتقد لأبسط انواع العناية الصحية .
نعم انها عبارة عن ابر صينية تستثير الاعصاب لتقوم بواجبها الطبي على الوجه المطلوب فتحافظ على صحتنا . ![10 1 121[1]](images/smilies/10_1_121[1].gif)
خاتمة :
دعوة الى كل عاقل ورشيد :
قارن بين قبل خمسين سنة واليوم ثم حكم ضميرك كم الفرق اين كنا واين نحن اليوم ؟
ثم قيدوها بالشكر واحذروا كفر النعمة .
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد على الرضى ولك الحمد بعد الرضى ولك الحمد اذا رضيت انك رضيت .
دمتم بخير وفي خير والسلام عليكم .
|