7 - البطل المقدام ( عمار بن ياسر ) رضي الله عنه .

( الرسول - صلى الله عليه و سلم - يمر على عائلة عمار و هم يعذبون فيعدهم بالجنة ) .

من أقوال العلماء : كان أبو عمار من اليمن ثم أستقر في مكة ، و فيها حالف أبا حذيفة بن المغيرة ، و الذي زوجه من سمية إحدى إمائه ، و التي أنجبت له فيما بعد عمار ، دخل آل ياسر الإسلام ، و علمت قريش بذلك فبدأ مسلسل التعذيب لعمار و عائلته ، و لم يجد الرسول - صلى الله عليه و سلم - الذي كان في أشد الحزن عليهم ، إلا أن يدعو لهم و يبشرهم بالجنة ، لعله يخفف عنهم بعضاً من العذاب ، فكان يقول لهم كلما مر بهم : ( صبراً آل ياسر ، فإن موعدكم الجنة ) ، و تصعد روح ياسر و سمية إلى السماء من أثر التعذيب الشديد ، لتصبح سمية أول شهيدة في الإسلام ،
و يستمر تعذيب عمار حتى انهار جلاديه و استسلموا أمام هذا البطل ، كان الرسول - صلى الله عليه و سلم - يحب عمار بمقدار ما تحمل و ضحى هو و أبويه ، فكان إذا سمع صوته و هو يقترب من منزله يقول : ( مرحباً بالطيب المقدام ، ائذنوا له ) ، حارب عمار بن ياسر في كل الغزوات مع الرسول - صلى الله عليه و سلم - ، و حارب كذلك في معركة اليمامة ضد المرتدين ، وفي ارض المعركة قاتل عمار قتال الابطال ، و قطع جزء من أذن عمار و لم يكن هذا ليحزنه
أو يهمه ، و هو الذي تملأ ظهره علامات التعذيب من أيام مكه ، و تقع معركة صفين بين علي بن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم جميعاً ، و عندها كان عمار قد و صل إلى اقتناع كامل لا شك فيه بخطأ معاوية و جيشه ،
و قد كان الرسول - صلى الله عليه و سلم - يقول : ( ويح ابن سمية ، تقتله الفئة الباغية ) ! ، و يقتل عمار على يد جيش معاوية ، فقد كان الجميع يترقب هذا الحدث ، لكي يعرفون من هي الفئة الباغية .


مهما طال الطريق و بلغ الضيق من المسلم مبلغه ، فليتذكر الجنة ، و يحلم بها و يدعو الله عزوجل أن يكون من أهلها ، عندها ستهون كل صعاب الحياة عليه ، و يتدفق الأمل في شرايينه من جديد ، فلنعمل و نتحمل الصعاب و نحن نحلم بوعد الله تعالى ، و الله سبحانه لا يخلف وعده .