6 - المغدور الذي حكم عليه بالإعدام ( خبيب بن عدي ) .

( خبيب يبعث رسائل الصمود و حب الرسول - صلى الله عليه و سلم -
و الرغبة في التضحية و الفداء من أجل العقيدة ، و هو على منصة الإعدام ) .

من أقوال العلماء : في السنة الرابعة للهجرة ، بعث الرسول - صلى الله عليه و سلم - خبيب و تسعة من الصحابة إلى قبيلة من قبائل الجزيرة العربية ، بناء على طلب وفد منهم ، لتقرئهم القرآن و تشرح لهم تعاليم الإسلام ، و بينما هم في الطريق إذ غدر بهم الوفد ، فقد كان امام الصحابة العشرة ، عشرات من الرماة يصوبون سهامهم عليهم ، اعتصم الصحابة بجبل قريب و لكن يد الغدر اكثر و اقوى من صمود الصحابة ، فقد استشهد ثمانية من الصحابة و اسر اثنان
( خبيب بن عدي و زيد بن الدثنة ) ، و سلمت يد الغدر الصحابيان الى كفار قريش ، و قبضوا الثمن البخس و ذلك إنتقاماً من المسلمين ، أما زيد بن الدثنة فقد أستشهد من اثر الضرب و التعذيب ، و أما خبيب فقد حكم عليه بالإعدام ، و ذلك بوضعه على صليب من النخل ثم رميه بالسهام حتى الموت ، و قبل أن تفيض روحه الزكية من جسده الطاهر ، يقترب أبا سفيان منه ، ليقول له في شماتة : يا خبيب ، أتحب أن محمداً مكانك ، و أنت سليم معافى في أهلك ؟ ، و يتحامل خبيب على آلامه ليطلق برده سهماً أشد من كل السهام التي و جهت إليه ، قائلاً في صمود و شجاعة : ( و الله ما أحب أني في أهلي و ولدي ، معي عافية الدنيا و نعيمها ، و يصاب رسول الله - صلى الله عليه و سلم - بشوكة ) ! ، كم أنت عظيم يا خبيب ، و تكريماً من الله تعالى لخبيب ، فقد كانت الطيور الجارحة التي تحوم حول المكان قد أخذت أوامرها من ربها بألا تقترب من جثمان الشهيد الطاهر .


إن الثبات على المبدأ الصحيح ، يجعلك شخصاً جديراً بالإحترام و التقدير .