الموضوع
:
{ سلسلة الحيل النفسية } 4 - التسويغ ( التبرير ) .
عرض مشاركة واحدة
#
1
06-18-2013, 01:51 AM
لوني المفضل
Cadetblue
رقم العضوية :
28346
تاريخ التسجيل :
Feb 2013
فترة الأقامة :
4588 يوم
أخر زيارة :
10-31-2016 (12:58 PM)
المشاركات :
1,029 [
+
]
التقييم :
101
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
{ سلسلة الحيل النفسية } 4 - التسويغ ( التبرير ) .
4
- التسويغ ( التبرير ) .
{ هو الإتيان بأعذار منطقية ( غير الأسباب الحقيقة ) تبرر الفشل أو الخطأ أو العيب أو الغياب أو التقصير } .
من أقوال علماء النفس :
قال تعالى ( بل الإنسان على نفسه بصيرة * و لو ألقى معاذيره ) ، ما أكثر ما يعتذر الإنسان بأعذار تبدو منطقية و سليمة و مقبولة لدى الآخرين ، و يأتي بمسوغات يبرر بها فشله أو خطأه أو تقصيره أو غيابه ، و هذه المسوغات ليست هي الأسباب الحقيقة لذلك الفشل و الإخفاق و التقصير و الغياب ، و إنما هي أسباب مجتبلة متكلفة جيء بها كغطاء مقبول لئلا تنكشف الأسباب الحقيقة الفاضحة ، فالنفس هنا تخادع ذاتها و الواقع من حولها هرباً مما يشعرها بالدونية و الصغار و احتقار الذات و يعري عيوبها و يهتك أستارها .
أمثلة متكررة في المجتمع :
شخص بخيل شحيح النفس يقتر على زوجته و أولاده حتى في الحاجات المهمة لهم ، و عندما يلومه أحد على ذلك يورد بعض الأعذار المنطقية كقوله ( إني أريد تعويدهم على الشدائد و تربيتهم على عدم الإسراف ) ، بينما دافعه البخل و الشح و هذا متأصل في طبعه
-
شخص أناني محتال عذب اللسان تعرض له فرصة استثمار كبيرة و ينقصه رأس المال ، و ليس من عادته أن ينفع غيره و لكنه لما صار بحاجة إلى المال ، جاء إلى زميل له ثري و عرض عليه المشاركة بحجة منطقية و هي أنه يريد نفع زميله و خدمته لما بينهما من المحبة و الصداقة
-
طالب يخفق في دراسته بسبب إهماله و ضعف قدراته ، و لكنه لا يعترف بذلك لأن هذا يؤلم النفس فيأتي بالأعذار التسويغية لتبرير إخفاقه مثل ( كنت مشغولاً بعدة ارتباطات إجتماعية و بمسؤليات أسرية أعاقتني عن تحقيق النجاح الذي أريد )
-
شخص يكثر الغيبة و الوقوع في أعراض المسلمين و يتفكه بذلك لحاجة في نفسه ، فإذا اُنتقد في ذلك جاء بالعذر المعروف ( هذا من باب النصيحة و التحذير ) و ما هذا إلا تبرير و عذر للتمويه على الآخرين .
و هكذا الأعذار لا حصر لها و لا يعجز ابن آدم عن عذر يخادع به نفسه و غيره ، و يختلف التسويغ هنا عن الكذب المحض ، فالتسويغ حيلة نفسية تلقائية لا يعيها الشخص في الغالب أو أنه يعيها لكن يخادع بها نفسه كما يخدع غيره ، أما الكذب فليس فيه خداع للنفس فالكاذب يعلم تمام العلم أنه يكذب و يعلم لماذا يكذب .
كلما كانت التسويغات ذات طابع ديني أو إجتماعي صارت أقرب إلى القبول و الرواج عند الناس ، و هذا ما يجعل كثيراً من المحتالين المخادعين يرتكزون على قاعدة التسويغات المقبولة اجتماعياً و دينياً ، و كلما كان الشخص أكثر ذكاء و لباقة و جرأة استطاع الاتيان بتسويغات قوية و تبريرات منطقية يمررها على الآخرين دون أن يدركوها .
قال الشاعر : ( وثب الثعلب يوماً وثبة * شغفاً منه بعنقود العنب - لم ينله قال هذا حصرم * حامض ليس لنا فيه إرب ) .
زيارات الملف الشخصي :
49
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 0.22 يوميا
ابو سعد العمري
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن كل مشاركات ابو سعد العمري