حدث في المستشفى الجامعي في جدة
أب وأم يكتبان تنازلا خطيا عن ولدهما


هيفاء القريشي ـ جدة
ولد سلمان في مستشفى الجامعة في جدة، وقبل أن تكتمل صرخاته الطفولية، وقبل أن تدرك عيناه ما حولهما، وقبل أن يذوق حليب أمه الدافئ، تركه أبواه وكتبا تنازلا خطيا عنه لإدارة المستشفى.
حالة الاستسقاء في الدماغ، وحاجته إلى عملية جراحية، كانتا سببا كافيا في نظر والديه بأن يلقيا به للمجهول، ويتنازلا عنه طوعا.
إدارة المستشفى تكفلت بدورها بالعملية، ووفرت مستلزمات العلاج دون أن تكلف أسرة الطفل أي مدفوعات مالية، غير أن رفض الوالدين لابنهما ذي الأربعة أشهر ما زال قائما.
دار الرعاية الاجتماعية امتنعت بدورها عن استقباله لعجز الخدمات الصحية في الدار، فبقي سلمان صديقا للبكاء في عنبر الأطفال في المستشفى، ولا غرو إن عانى من إهمال الممرضات، فقد أهملته أمه التي حملته بين أحشائها، دونما ذنب أقترفه، غير أنه وليدها.
وذكر الأطباء المشرفون على حالة سلمان أنه يتمتع بصحة جيدة، وحالته ليست خطيرة، وليست لها مضاعفات على النواحي العقلية ووظائف الدماغ.
الجدير ذكره أن والدة الطفل (تحتفظ الصحيفة باسم والد ووالدة الطفل)، حاصلة على درجة الماجستير في اللغة العربية وأكاديمية في الجامعة.
في حين ما زالت إدارة المستشفى تبحث عن الجهة التي يمكن تحويل الطفل إليها، خاصة أنه استكمل العلاج، وهو الآن في حاجة إلى رعاية عادية كأي طفل في مثل سنه، مؤكدين أن بقاءه في المستشفى لا معنى له، خاصة أن عمره اليوم اربعة أشهر، لكنه بلا مأوى يؤويه، وحضن يحتويه.