2 - الاستدماج النفسي .

{ هو إدعاء حسنات الآخرين أو ميزاتهم أو إنجازاتهم } .



من أقوال علماء النفس : هذا عكس الإسقاط النفسي تماماً ، فالمرء هنا يستدمج ( ينسب إلى نفسه ) الصفات الحسنة عند غيره و المميزات و الإنجازات التي يراها خارج ذاته ، فتتمناها نفسه و يتخيل أنه متصف بها كغيره أو أفضل منهم ، وقد تبالغ نفسه فتوهمه أنه صاحب السبق في ذلك ، و أنه هو المتفضل على غيره بتلك الإيجابيات و الحسنات مما يشعر النفس بالاطمئنان .



أمثلة في المجتمع : طالب ينافس زميلاً أعلى منه في القدرات العقلية و التحصيل العلمي ، و هو عاجز عن التفوق عليه و لكن نفسه لا ترضى قبول الواقع ، فما يكون منه إلا أن توهمه نفسه بامتلاك تلك القدرات و الميزات و يبدأ يتحدث مع زميله و كأنه مثله أو أفضل منه ( يشرح له بعض النقاط في بعض الدروس ، دون أن يطلب الأول منه ذلك ، أو يعرض عليه المساعدة في أي معضلة تعترضه ) - إمرأة لا تجد الحظوة عند زوجها و ترى إحترام أزواج أخواتها لزوجاتهم ، فتستدمج تلك الميزات و تتوهم أن قدرها عند زوجها رفيع و أنه يكرمها و يحبها و لا يرفض لها طلباً ، فتذهب تخاطب الناس على هذا الأساس - فتاة تنافس أخرى في الجمال ، فترى عندها ما لا تراه في نفسها من الجمال و البهاء و الظرافة و الملاحة ، فما يكون منها إلا أن تستدمج في نفسها بعض صفات صاحبتها و طريقتها في لبسها و مظهرها و لا تعترف لتلك و لا لغيرها بذلك ، بل تزعم أنها هي الأجمل و الأفضل ، بل ربما وصفت تلك المرأة بالإهمال و انعدام الذوق ، أو حاولت أن تملي عليها آراءها في هذا المجال .



قال الرسول " صلى الله عليه وسلم " : ( المتشبع بما لم يعط ، كلابس ثوبي زور ) ،
المتشبع هو المتزين بما ليس عنده .