5 - الأستاذ ( مصعب بن عمير ) .

من أقوال العلماء ( مصعب ينجح في إقناع أهل المدينة بالإسلام ،
نتيجة لسلوكه الملتزم بأخلاقيات الإسلام و شخصيته المتكاملة ) .



لقد كان مصعب أغنى شباب مكه ، و لكن بعد إسلامه ضحى بماله و راحته و جاهه و عيشته المرفهة من أجل الإسلام ، فقد هاجر الى الحبشة و في السنة الثانية عشر للبعثة ، يأمر الرسول - صلى الله عليه و سلم - باستدعاء مصعب من الحبشة ، و الهدف هو تعليم المسلمين و غير المسلمين من أهل المدينة مبادىء الإسلام و نشر الأخلاق الفاضلة التي امر بها الإسلام ، فكان مصعب أول من هاجر إلى المدينة ، و كان عمره يومئذ ثمانية و عشرين سنة ، و قد أثبت براعة نادرة في الدعوة إلى الإسلام ، فقد كان يتصف بحسن الخلق و كان باسم الوجه ، قوي الحجة ، لطيفاً ، وقوراً ، متواضعاً ، زاهداً ، لقد اقتنع أهل المدينة بالإسلام عندما وجدوا نموذجاً عملياً للإسلام أمامهم بأخلاقه و تعاليمه ، و في معركة أحد يقتل مصعب شهيداً مقبلاً غير مدبر ، و بعد المعركة يقف الرسول - صلى الله عليه و سلم -
بجانب جثة مصعب و ليس على مصعب إلا بردة قصيرة لا تستر جسده الطاهر ،
فيقول : ( لقد رأيتك بمكة ، و ما بها أرق حلة ، و لا أحسن لُمة منك ، ثم ها أنت شعث الرأس في بردة ) ! ،
لقد باع مصعب الدنيا الفانية و اشترى الآخرة الباقية عند الله تعالى .



ربما يصنع الشباب أكثر مما نتوقع ، فقط لو أتيحت لهم الفرصة .