أوّاهُ منّي وآهٍ منـــــــكَ أوّاهُ
قلبي شقي وهذا الحب أشقاهُ
مراتبُ الكرب تأتي حسب علقمه
وعلقمُ الحب بالاجماع أحلاه
لما أتيتُ أشاكي الليل في غسق
ما كنت أحسب ان الليل صافاه
ولا رأيت طيوراً راح يغمزها
كي تُعلمَ الحبَ أنّي جئتُ أسعاه
فقلتُ لليل هذا القلب أرقني
ربي ابتلاه وزاد الشوق شكواه
يهيم في الدرب يشكو الناس لوعته
هل من دواء يخفف عنه بلواه
أوّاهُ منّي وآهٍ منكَ
سرقتَ قلبي فقل لي أين القاه
قد رحت أمشي وقلبي ممسك بيدي
وقت الأصيل وكان الليل داناه
فلاح في الروض شخص راح ينظره
وقرّب الخطو منا ثم حاذاه
حميت قلبي ورائي ثم قلت له
أبعدْ بربك هذا القرب أخشاه
الوصل إن رمتَ قلبي ليس يعرفه
وليس يُلثم خدّ فيَّ أو فاه
فاتركه وامضي هداك الله من رجل
إن كنت تحنو أنا بالروح أرعاه
فأطرق الحب يبكي ثم عاتبني
قصدي شريف وصدْقُ الوصل مسعاه
وسامحيني إذا اخطأت سيدتي
القلب يغوي وهذا الحسن أغواه
فقلت يا حب تحسبني مغفلة
هيّأ ت سهما وهذا القلب مرماه
أعرفك تعبث بي حيناً وتهجرني
قلبي القديم ترى بالحذَر أوصاه
وأذهب سريعاً بربك لا تضايقني
الصوت سيف وهذا الصوت أمضاه
فراح يرنو بعيداً ثم فاجأني
وباعد القلب عن صدري وأقصاه
تردد القلب مشدوهاً ولوّح لي
وأبطأ الخطو حيناً ثم جاراه
فصحت يا ناس قلبي راح ردّوه
لكم من أبي اغلى هداياه
وطارَ في الروض والأقدام تتبعه
وضمّه الليل ملهوفاً وواراه