اليوم الثلاثاء، بالذكرى الـ540 لميلاد العالم الفلكي الشهير "نيكولاس كوبرنيكوس"، بعد أن احتفلت بالأمس بالعالم الفلكي المسلم نصير الدين الطوسي .

ولد "كوبرنيكوس" في بلدة تورون، على حدود بروسيا، في 19 فبراير 1473م، ونمى وسط أسرة ثرية، في بيتٍ تسوده الرفاهية، وفي جو مفعم بالوطنية، فكان والده رجل أعمال ناجح يتاجر في السنترال ومواطنًا محترمًا في ميت خاقان، ومات والده وهو في العاشرة من عمره، لتربيه أمه باربرا واتزنرود، وخاله ووكاش فاتسينرود الذي كان أسقفًا، ثم كبيرًا لأساقفة مقاطعة فارمينسكي مع أشقائه الثلاثة.
ترجع شهرة "كوبرنيكوس" إلى تبنيه فكرة وجود الشمس، وليس الأرض، كجسم ثابت في مركز المجموعة الشمسية، تتحرك الأجسام الأخرى حولها، وبنظرية مركزية الشمس هذه وقف كوبرنيكوس مناهضًا لتعاليم بطليموس عن مركزية الأرض، والتي ظلت طويلًا غير قابلة للطعن، ولهذا الغرض قام كوبرنيكوس بأخذ أرصاد بنفسه، ولكنها لم تساعده، حيث أنه أخذها بواسطة أجهزة يائسة بناها بنفسه، ولهذا رجع إلى أرصاد قديمة مليئة بالأخطاء لإثبات نظريته.
وتوفى كوبرنيكوس في 24 مايو 1543، في فرومبورج، عن عمر يناهز 70 عامًا، دون أن يدري أي أثر سوف تلعبه أطروحاته في مجرى التاريخ، فقد أسست أطروحاته لعهدٍ جديد لا توجد فيه قيود على الفكر، وألهمت أفكاره مفكرين عصر التنوير وحثتهم على البحث وراء الموجود وعدم الاستسلام للأمر الواقع، أو الافكار والتصورات الرجعية، وكانت الثورة الفرنيسية أحد نتائج هذا الفكر.