عرض مشاركة واحدة
قديم 02-05-2013, 06:56 PM   #2
عضو قدير وصاحب مكانة بالمنتدى


الصورة الرمزية ابو زياااد2009
ابو زياااد2009 غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15595
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 أخر زيارة : 08-18-2015 (09:07 PM)
 المشاركات : 21,423 [ + ]
 التقييم :  132
 الدولهـ
Qatar
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Maroon
افتراضي







الامـام الشوكــــــــانى


هو الإمام أبو علي بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن صلاح بن إبراهيم بن محمد العفيف بن محمد بن رزق، الشوكاني ثم الصنعاني، وقد أوصل الشوكاني نسبه إلى آدم ـ ـ عند ترجمته لوالده في البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، فقيه مجتهد من كبار علماء اليمن، ومن أهل صنعاء، ولد يوم الإثنين الثامن والعشرين من ذي الحجة سنة 1173 هجرية في بلدة "هجرة شوكان"، من بلاد خولان باليمن.

قال الإمام الشوكاني ـ عند الكلام على ترجمة والده:

" ونسبة صاحب الترجمة إلى شوكان ليست حقيقية ؛ لأن وطنه ووطن سلفه وقرابته هو مكان عدني ـ أي جنوبي ـ " شوكان" بينه وبينها جبل كبير مستطيل يقال له : "هجرة شوكان" فمن هذه الحيثية كان انتساب أهله إلى "شوكان".





نشأته وطلبه للعلم



نشأ بصنعاء اليمن، وتربّى في بيت العلم والفضل فنشأ نشأة دينيّة طاهرة، تلقّى فيها معارفه الأولى على والده وأهل العلم والفضل في بلدته، فحفظ القرآن الكريم وجوّده، ثم حفظ كتاب "الأزهار" للإمام "المهدي" في فقه الزيديّه، ومختصر الفرائض للعُصيفيري والملحه للحريري، والكافيه والشّافيه لابن الحاجب، وغير ذلك من المتون التي اعتاد حفظها طلاب العلم في القرون المتأخرة, وكان كثير الإشتغال بمطالعة كتب التاريخ، والأدب، وهو لايزال مشتغلاً بحفظ القرآن الكريم.

مما ساعد الإمام الشوكاني على طلب العلم والنبوغ المبكر:

وجوده وتربيته في بيت العلم والفضل، فإن والده كان من العلماء المبرزين في ذلك العصر، كما أن أكثر أهل هذه القرية كانوا كذلك من أهل العلم والفضل.


قال الشيخ " الشوكاني " عن والده وأهل قريته:



وهذه الهجرة معمورة بأهل الفضل والصلاح والدين من قديم الزمان، لايخلو وجود عالم منهم في كل زمن، ولكنه يكون تارّة في بعض البطون، وتارّة في بطن أخرى، ولهم عند سلف الأئمّة عظيمة ،وفيهم رؤساء كبار، ناصروا الأئمّة، ولاسيما في حروب الأتراك، فإن لهم في ذلك اليد البيضاء، وكان فيهم إذ ذاك علماء وفضلاء، يعرفون في سائر البلاد الخولانيه بالقضاة, كما قرأ " التهذيب " للعلامة التفتازاني، و"التلخيص" في علوم البلاغة للقزويني، والغاية لابن الإمام، و"مختصر المنتهى" لابن الحاجب في أصول الفقه، و"منظومة الجرزي " في القراءات و"منظومة " الجزار في العروض، و"آداب البحث والمناظرة" للإمام العضد، وما إلى ذلك من سائر العلوم النقلية والعقلية, وظل هكذا ينتقل بين العلماء، يتلقَّى عليهم، ويستفيد منهم، حتى صار إماماً يشار إليه بالبنان، وراسا يرحل إليه، فقصده طلاب العلم والمعرفة للأخذ عنه، من اليمن والهند، وغيرهما حتى طار صيته في جميع البلاد، وانتفع بعلمه كثير من الناس





قد تأثر الإمام الشوكاني
بشخصيَّات كثيرة من العمالقة الذين كانوا قبله

منهم من بلده اليمن، وأشهرهم:

العلامة محمد بن إبراهيم الوزير



العلامة محمد بن إسماعيل الأمير (ت 1182 هجرية)



العلامة الحسن بن مهدي المقبلي (ت 1108 هجرية)



والحسين أحمد الجلال (ت 804 هجرية).



ومنهم من غير بلده ولم يكونوا في عصره، وعلى رأسهم:

الإمام علي بن حزم الأندلسي (ت 456 هجرية)

شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728 هجرية




صفاته الخلقية والخُلقية



لم تذكر كتب التاريخ والتراجم عن صفاته الخلقية سوى أنه كان متوسط الطول، كبير الرأس، عريض الجبهة، بادي الصحة، موفور العافية. أما صفاته الخُلقية فكثيرة ومشهورة، حتى ألف في مناقبه وفضائله الكثيرون من تلاميذه، منهم:

السيد العلامة إبراهيم بن عبداللّه الحوثي.



العلامة محمد بن محمد الديلمي.



القاضي العلامة محمد بن حسن الشجني الذماري,



ألف في ذلك كتاباً حافلاً سماه: "التقصار في جيد زمن علامة الأقليم والأمصار".



والواضح في حياة " الشوكاني " أنه بدأ حياته منقبضاً عن الناس، لايتصل بأحد منهم، إلا في طلب العلم ونشره، ولا سيما هؤلاء الذين يحكمون أو يتصلون بالحاكمين، وكان يرسل فتاويه، ويصدر أحكامه دون أن يتقاضى عليها أجراً, وكانت حياته بسيطة متقشفة، يعيش على الكفاف الذي وفره له والده فلما تولى القضاء، وأجزل له الأجر، تنعم في مأكله ومشربه وملبسه ومركبه، وأضفى على تلاميذه وشيوخه مما وسع اللّه عليه به, ويذكر بعض المؤرخين أن " الشوكاني " اختص بالكثير من الإقطاعات والصدقات، وهم يؤكدون أنه لم يترك من ذلك شيئاً، بعد عمل في القضاء دام أكثر من أربعين عاماً، بل كان ينفق ذلك كله في طرق الخير والبر. ومن المؤكد ـ كذلك ـ أن الدنيا لم تكن أكبر همه، وأن عرضها الزائل لم يكن يشغله عن الهدف الأسمى الذي وضعه لنفسه، وهو نشر دين اللّه تعالى وإحقاق الحق. ولذلك كان يقدر أهل العلم والفضل، الذين لايتكالبون على جمع حطام الدنيا، والتقرب إلى الحكام.

يذكر بالتقدير والإجلال ذلك العالم الفاضل:

إسماعيل بن علي بن حسن الذي كان يحضر مجلس الإمام ويقول: لم أسمع منه على طول مدة اجتماعي به هناك مؤذنة بالخضوع لمطلب من مطالب الدنيا، لا تصريحاً ولا تلويحاً. كان "الشوكاني" باراً بشيوخه وتلاميذه، فتح أمامهم أبواب العمل في الدوله، ودافع عنهم، وتشفع لهم عند الأئمة في كل أمر وقعوا فيه. وبالرغم من حدة ذكائه، وجودة ذهنه، وتشدده لآرائه واجتهاداته، لم يكن يحط من قدر علمه ليدخل في مهاترات المتعالمين، وكانت قسوته على الأفكار والآراء، لأعلى الأشخاص، لأنه كان يدرك أنه سبق هذا الجيل بأجيال، فترك ثروته العلمية والفكرية لتتفاعل مع الزمن، يكشف عن وجهها ما تبديه قرائح العلماء". بالجمله: فمحل القول في هذا الأمام ذو سعة، فإن وجدت لساناً قائلاً فقل:

زد في العلا مهما تشا رفعة ---وليصنع الحاسد ما يصنع
فالدهر نحوي كما ينبغي ---- يدري الذي يخفض أو يرفع





 

رد مع اقتباس