حكم سماع الأناشيد المصحوبة بالإيقاعات
ما هو حكم الإيقاعات الصوتية المدرجة في الأناشيد في الوقت الحاضر ؟
وأقصد بالإيقاعات أي مؤثرات من الموسيقي ونحوها من الطبل...
الحمد لله
دلت الأدلة الصحيحة على تحريم استماع المعازف ،
كما سبق مفصلا في جواب السؤال رقم (5000) ،
فلا يجوز أن تُصحب الأناشيد بشيء من الموسيقى ،
ولا ما يشبه الموسيقى في التأثير ، كبعض الإيقاعات
التي تنفذ على الكمبيوتر مما لا يختلف عن الموسيقى
في إطراب السامعين وإخراجهم عن طورهم ، مع
ما في استعمال هذه الإيقاعات من التشبه بأهل الفسق والمجون .
قال الشيخ الألباني رحمه الله : " بل قد يكون في هذا
– [ أي : الأناشيد ] - آفةٌ أخرى ، وهي أنّها قد تُلحَّن
على ألحان الأغاني الماجنة ، وتوقع على القوانين الموسيقية
الشرقية والغربية التي تطرب السامعين وترقصهم ، وتخرجهم
عن طورهم ، فيكون المقصد هو اللحن والطرب ، وليس النشيد
بالذات ، وهذه مخالفة جديدة ، وهي التشبه بالكفار والمجّان ،
وقد ينتج من وراء ذلك مخالفة أخرى ، وهي التشبه بهم في
إعراضهم عن القرآن وهجرهم إياه ، فيدخلون في عموم شكوى
النبي صلى الله عليه وسلم من قومه ،
كما في قوله تعالى : (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا) الفرقان/30" انتهى من "تحريم آلات
الطرب" (ص 181) .
ومعلوم أن الشرع حرم سماع آلات المعازف لما تحدثه أصواتها
المطربة من تأثير في القلب ، فتصيبه بالنفاق ، ويهجر كلام الله ،
ولا يجد لذته إلا في هذه الأغاني ، ومعلوم أن بعض هذه الإيقاعات
أشد طرباً من المعازف ، وتأثيرها في نفس السامع إن لم يكن
أعظم من تأثير آلات المعازف ، فليس بأقل منها ، والشرع الحكيم
لا يمكن أن يحرم شيئاً لمفسدته ثم يبيح ما هو مثله أو أعظم .
فهذه الإيقاعات إن كان صوتها كصوت آلات المعازف ،
فحكمها حكم آلات المعازف في التحريم ، بل قد تكون أشد .
ولا يستثنى من تحريم آلات المعازف إلا الدف فقط ، وفي أحوال
مخصوصة ، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم (20406) .
فما كان من هذه الإيقاعات شبيهاً بصوت الدف فلا حرج من
سماعه في الأحوال التي يجوز فيها سماع الدف .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
( اللهم احفظ بلادنا بحفظك )
آخر تعديل الأزدية يوم
01-31-2013 في 10:57 AM.
|