هل ستـبوح لأحـد بهذه الكلـمات ؟
أيتها الـروح : لـن أبوح إلا للـروح …
ولن أتحـدث إلا هـامسا ….
ولكـني لا امـلك أن انطلـق الهمـسة عاصـفة تحـمل إلى كـل روح زفـرة منك ،
تترجـم كـل حـديث قيل ، وكـل كـلام لن يقـال ...
*/* أخي سعد بن حسين */*
وهل يجدي الصمت ؟
عجبا للروح إذا صمتت ،وإذا نطقت .. كالبحر الذي تنقلب أمواجه شفاها تخبر عن لوعة وغليان ، وعالم ملئ بالحياة … فان هدأ البحر همست الشفاه ، وان هاج هتفت الشفاه …
كذلك هذه الروح كل شئ بها هو حديث تتباين أمواج تردده .. فان نظرت الروح تحدثت … وان ابتسمت تحدثت … وان رفرفت تحدثت ….. وان اغتالها الوجد تحدثت … وان حنت تحدثت ..
فيا ترى أي شئ يخفيه صمت الروح ؟
ولكن …………
هل كل حديث الأرواح يفهمه كل أحد ؟
أم كل حديث الأرواح تسمعه كل روح ؟
إن حديث الأرواح هو كالصنعة للصانع ألا الصانع ، ولا يتذوق القصيدة ألا الشاعر ، ولا يقرأ اللوحة ألا الرسام .
بالله ، هل كل الأرواح تفهم لغة حديث الأرواح ؟ لم تنطق الروح قديما ، ولكنها كتبت ديوانها وأنشدته على مسرح الغيوم ، حينما استيقظت النجوم وحضرت الأرواح … هناك علت الهتافات…
ولم تنطق الروح قديماً ، ولكنها- من غير أن تتكلم – كانت تلقي كل يوم بيتاً من قصيدتها الطويلة .. ولم تنطق الروح قديماً، ولكنها حين التفتت وحين سكتت .. وحين وثبت وحين رفت .. ما كانت تقول أي شيء ، ولكنها كانت تقول كل شيء ..
//////////**//////////
أشكرك أخي سعد على هذه الخاطرة وجزاك الله ألف خير ..
*/* الحب الحب يتمنى لك التوفيق */*