تـبدأ الأمـور صـغيرة لا يؤبه لـها ،
ثم قـد تنتـهي إلى كـوارث لا يعـلم مـداها إلا الله ،
ولـذا قـيل : إن معـظم النار من مستصـغر الشـرر .
وهـل الانجـراف إلى كـبائر الذنوب إلا مـن
خـلال المـرور عـبر بوابة الصـغائر أولاً ؟!
نذكّـر بهذه القـضية دائمـاً
بسـبب الملاحـظة لكـثير من شـبابنا _ ذكـوراً وإنـاثاً _
وقـد انجـرفـوا فـي تيار التقـليد الأعـمى لما عـليه صعـاليك العـالم ،
والعجـيب!!
أنهـم لا يجـيدون إلا تقلـيد الـقوم في سفـاسفـهم ومـباذلهـم …!!
والمصـيبة...!
أن البعـض فـينا يظـن أن ذلك لا يترتب عـليه آثار كـبيرة
حـتى لو اعـتادها الشـاب وشـب علـيها ونشـأ ..!
وهـذا هـراء ، ووهـم ، وخـطأ ، وضـلال ….
ومـع هـذا :
ألا يكفـي أن الله عـز وجـل اعـتبر المتشـبه بهـؤلاء منخـرطاً معـهم ،
وسيحـشر تحـت لـوائهم ؟
ألا تكـفي هذه وحـدها ليتفـزّع المسلـم كـل الفـزع ،
وينفـر من ذلك كـل النفـور ؟؟
ومن لـم يكـن بهذه الحـساسية ،
فالمـصيبة عـنده أكـبر من مجـرد التقليد الأعـمى الذي هو فـيه ..
وعـلى نفسـه فلـينح ، وليـدعُ النواحـين لينوحـوا مـعه ..!!
وبعـد هـذا نقـول لشـبابنا
وهـم أحبـابنا وفـلذات أكـبادنا وحـبات عـيوننا - :
على رسلكـم… !
إنما ندعـوكم لتعـملوا عـقولكم قـليلاً ، أو كـثيراً ..
كـي تدركـوا جيداً أنه لـيس كل ما يلمـع ذهـباً ، ولا حـتى فضـة ..!
فمفـاسد القـوم هـناك تضـج منها الـدنيا ،
وتتأ فـف منها المـلائكة.. !
إنهـم الآن يخـربون بيوتهـم بأيديهـم ،
وكـل ذي عـينين يرى بوضـوح ..
وما أكـثر التـقارير المـثيرة ، والإحـصائيات المـروّعـة التي تتوالـى ،
وتجـعل المـرء يتوقـف طـويلاً
وهـو يرى ويسـمع عن تلك العـوالم الـتي تبدو مخـملية ،
والـتي يزينـها في عـيون أبنـائنا إعـلام الغـرب بكـل خـبث ودهـاء ،
ومـن وراء هذا الإعـلام فريق من أصـحاب الأقـلام فـينا ومـنا ،
المخـدوعـين بالـسراب والهـالات والـبريق والأضـواء ..
ثم يتكـشف الأمـر عن دواهـي وكـوارث وأهـوال تدع الحـليم حـيران ..
وقـد قـالوا قـديماً :
العاقـل من اتعـظ بغـيره .. والأحمـق مـن جعل نفسـه عـبرة لسـواه !
والله من وراء القصد ..