طبيعة الأخلاق
الحقيقة التي تتجلى لمن يتدبر الإسلام في آيات كتابه وسنة نبيه،
ويتأمل نصوصها وروحها، أن الإسلام في جوهره رسالة أخلاقية،
بكل ما تحمله هذه الكلمة من عمق وشمول، ولا غرو أن تكون " الأخلاقية "
خصيصة من خصائصه العامة.
وليس ذلك لمجرد أن الإسلام حث بقوة على الفضائل، وحذر بقوة من الرذائل،
ووصل في هذا وذاك إلى أعلى درجات الإلزام، ورتب على ذلك أعظم مراتب الجزاء،
ثواباً وعقاباً، في الدنيا والآخرة.
وليس ذلك أيضاً لمجرد أن الإسلام عُني بالأخلاق عناية بالغة
حتى إن القرآن حين أثنى على الرسول صل الله عليه وسلم
لم يجد أبلغ ولا أرفع من قوله " وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم " القلم 4 .
وحتى إن الرسول صل الله عليه وسلم ليلخص الهدف من رسالته
فيقول في إيجاز بليغ :
" إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "