الأسوار عموماً تُقام للحد من أي إعتداء خارجي على أي مدينة أو أي مكان قامت حوله ..
فأسوار القسطنطينية منعتها بأمر الله عدة قرون إلى أن مكن الله العثماني محمد الفاتح من اختراق
هذه الأسوار بخطة رفيعة المستوى وأصبحت منطلق فتوحات إسلامية إلى أوربا ..
هذا نظرياً على إعتبار الأسوار واقع ومُشاهد بالعين المجردة ..
أمّا أسوار الفكر فيبقى ذو صراع متجدد عبر الأزمنة وهناك من يحيك داخل أسواره كل الخطط الخمسيّة
أو النصف سنوية وعندها قد يصيب وقد يُصاب فالفكر ليس ملك عقل بحد ذاته بل ميدان وسيع يكسب
فيه الأكثر نضالاً وإثباتاً لرؤيته ..
وقد يعم الفكر لأهل المدينة فيصيبوا الآخرين بما تأسسوا عليه فعلاً فيحل الظلم بالتأكيد ..
والرابح من جعل أفكار أسوار مدينته تحوي كل ما يفيد لعله يؤثر في الآخرين ويغيّر قناعاتهم العمياء ..
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يسير على خطى الصواب وتحقيق أسواراً من ذهب ..
والشاعر أكمل قائلاً :
كـــل يـوم أقــــول يمـكــــن وياتــــي
جــدوى أقــذل صـــورته واتشفــق
يا أهل الهوا إن مت هذي وصاتي
مـقـسـوم أعـيـش الحزن ولا أتوفق
تقديري ..
|