عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2004, 11:41 PM   #17


الصورة الرمزية أبوفارس
أبوفارس غير متصل

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 49
 تاريخ التسجيل :  Sep 2002
 أخر زيارة : 12-27-2021 (10:06 AM)
 المشاركات : 4,596 [ + ]
 التقييم :  1
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رداً على زنديق الكويت ( نعم.. لا حرية للمؤمــن..الحرية فقط للكافر..! )



وبكل بساطة.. اختزلت جميع ما أريد استكماله في سلسلتي عن الحرية بالعنوان..! وتوضيح ذلك أكثر نقول: إن مفهوم الحرية هو الفيصل والفاصل الأعظم بين أهل الإيمان وبين أهل الزندقة والكفر واتباع الشيطان..!
\ أهل الزندقة لم يأتوا بجديد عندما طلبوا أن يكون المرء أكثر جسارة في اقتحام المحرمات الفكرية.. لأنهم إنما يسيرون على المنهج نفسه الذي يسير عليه اليهود والنصارى.. ألم أقل لكم في المقال السابق إن النبي فضح منهجهم المتهالك فقال (لو دخلوا جحر ضب لدخلوه) أي بمعنى أنهم وراء أسيادهم من مفكري ومنظري اليهود والنصارى حتى في دخلوهم لجحر الضب..! والمصيبة العظمى تتمثل أنهم بهذه الجسارة المزعومة يعتقدون أنهم قد بلغوا الغاية التي لا تُرامُ.. وأنهم في قمة المجد والسبق الفكري وهو بالأصح (الخكري!).
\ وتبيان ذلك.. أن الجسارة والصفاقة لاقتحام المحرمات الفكرية والعقائدية ليست بجديدة على أهل الزندقة بل قديمة للغاية ولقد فضح الله أهل الجسارة الفكرية من قبل ومن ذلك قوله تعالى: »وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتوا على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة« هل رأيتم كيف أن التاريخ يعيد نفسه?! هل رأيتم كيف أن زنادقة العصر إنما يسيرون وفق المنهج الذي سار بهم أجدادهم من اليهود?!
\ أي جسارة فكرية واقتحام للممنوع العقائدي أعظم من أن يطلب اليهود من سيدنا موسى عليه السلام أن يكون لهم آلهة وصنماً يعبدونه ويعكفون عليه, حالهم كحال الكفار الذين رأوهم قبل قليل..?! نعم يا إخوان.. أليست هذه حرية في إبداء الرأي?! أليس الطلب.. مجرد الطلب هو من حرية التعبير?! يا الله...! كم هو سيدنا موسى قاسٍ بل وربما فاشل في نظر اليهود ومن يتبعهم, وأن موسى لا يؤمن بتعدد الآراء ولا يوجد عنده حرية تعبير لأن موسى غضب غضباً شديداً عندما طلبوا منه ذلك ورد عليه قائلاً: »قال أغير الله أبغيكم إلهاً وهو فضلكم على العالمين«.
\ الآن هل أدركتم لماذا يعتب المرضى على التيار الديني ويرون أن كتابتهم غير جادة وسطحية عندما يتحدثون عن مفهوم الحرية?! لأن هذا المنظر المزعوم وهذا الفطحل الفاهم جداً يريد جسارة فكرية واقتحاماً أكثر لأنه يريدنا أن نتجاسر أكثرعلى الله وشرعه المنزه فيحق لنا حسب مفهومه للحرية بعد ذلك أن نتكلم عن فشل الأنبياء وكيف قمع الرسل أتباعهم..!
\ وننوه مجدداً بأن هذه الحرية الفكرية والجسارة لاقتحام المحرمات العقائدية قام بها أيضاً بعض القوم من حدثاء عهد بإسلام.. فمما جاء في الحديث الصحيح أن قوماً جاءوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط (وذات أنواط هي شجرة كان الكفار يعلقون فيها تمائمهم وحوائجهم تبركاً) فتمعر وجه النبي وغضب غضباً شديداً وقال: »الله أكبر إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى »اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون« لتتعبن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى? فقال: فمن إذن«.
\ هل رأيتم كيف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتبر قامعاً لحرية التعبير والرأي في نظر هؤلاء الزنادقة?! لأنه نهرهم ووبخهم وشبه فكرهم ورأيهم وتعبيرهم بأسلافهم من اليهود والنصارى..! وعلى هذا يعتبر هذا الفعل من النبي بنظرهم وعلى حسب منهجهم الساقط قمعاً للرأي وسحقاً للفكر الحضاري..!
\ إذن يتضح لنا أن أي مطالب وأي سفاهة وأي تطاول على ثوابت الدين وشرع الله المطهر من هؤلاء الزنادقة.. إنما هو أمر عادي جداً بل أكثر من عادي فهم لا يسرقون فقط زندقتهم من المستشرقين كما بينا سابقاً.. بل هم يأخذون حتى منهجهم في التطاول على الأنبياء والصحابة وعلماء الأمة.. من أشياخهم من سدنة اليهود ورهبان التثليث..!

معاشرة السادة النبلاء
الإسلام جسم عقيدة المؤمن.. وحد له حدوداً لا يتعداها أبداً, وإن تعداها بزعم الحرية الفكرية فلقد هلك وخسر خسراناً مبيناً.. يقول تعالى: »ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا«.
\ سنتحدث في مقالنا المقبل بإذن الله عن الفرق بين أهل الإيمان وأهل الزندقة والشيطان في مفهوم الحرية على المستوى الشخصي وليس فقط الفكري كما بيناه في هذه العجالة.
محمد يوسف المليفي
http://www.alseyassah.com/alseyassah...asp?msgID=4144


 

رد مع اقتباس