مالي حيلة غير البكاء..
أمي حينها نظرت الينا
أعيش في خيمة لاشيء فيها
سوى الأحزان والذكرى الأليمة..
وأذكر حينها فارقت أختي
وصارت عند ربي في سكينة...
ولكن برأسي بقايا ضريح..
ومازلت أمشي!!
في درب مخيف..
وأنا كسيح!!
وينبض قلبي..
وان كنت حيا ..ولكن بقلب ذبيح..
ومازلت انشد لحنا حزين..
اطوف بين هذه الجثث...
وفي جبهة الارض تسري دماء
وبين الجماجم همس يدور..
فما زلت اسمع صوت غريب..
وبين التراب قبور تثور..

وتصحو الشواهد ..تعلو وتعلو..
وتنطق شيئا..
فماذا تقول؟؟
لم يعد يجدي السؤال..
هي عاشت ثم ماتت..

هي تسكن الان قبرا ..
بعد ان ضاق الزحام..
من يعيد الحرف بعد الحرف للكلمات؟!
ويعيد الصوت بعد الصوت للنغمات؟!
من يعيد الروح في هذا الرفات؟!


سلوا الليل عني كيف أهيم في أحلامي..
سلوا القمر كيف يكون بوح مشاعري..
سلوا كيف أبكي...كيف أضحك..
كيف أصرخ...كيف أنسى حزني..

واللحظات تمر..
والبعض منا يختفي..
واذا سألت يقال مات!!!
وليس في الموت اختيار..


يومها يا أماه
كأن النمل يعبث في ثيابي..
والدماء تسيل من رأسي..
وأفواج الذباب تحيطني..
والناس من حولي يضحكون..
خلعوا ثيابي ..
احرقوها في الطريق..
ورأيت نفسي عاريا..
وأخذت اجمع بين ضحكاتهم أشلائي ..
وهم يتسائلون ..
كان يوما مؤلما!!!
واصرخ في جنون..
نسيت الاسم والعنوان أمي..
تراني من أكون!
سرقوا ثيابي..
احرقوها..
ثم راحوا يضحكون!
ورجعت وحدي بالجنون..

وبــدون أخـــتي...

( في مثل هـذا اليوم فقدت أختي..)