ولا سيما أن أهل هذا البلد المبارك يعرفون ما للهيئه من فوائد على المجتمع من جراء أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر في وقت قل فيه من يقوم بهذا العمل ، وخاصة أنه مأمور به كل مسلم بحسب إستطاعته ومقدرته ولو لم يكن إلا الإنكار بالقلب وذلك أضعف الإيمان وليس بعد ذلك ذرة إيمان ....

* هنا نقف قليلاً أخي الكريم لنثبت اننا متفقون ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم .. فكيف يُصبح واجب تؤديه لوجه الله بمقابل مادي , أي تقبض الثمن على فعلك هذا ؟!!!
هل قال الله سبحانه في محكم التنزيل ان تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر مقابل مردود مادي ؟؟ .. اقطع عنهم المؤنة (الراتب) وأنظر هل سيأمرون وينهون ؟..
الجواب الطبيعي إنهم سوف يتوقفون .. ويشهرون إفلاسهم . . ويظهرون على حقيقتهم ..
المسألة أصبحت مصدر رزق يا صاحبي .. ولن تخرج عن هذا التفسير مهما ادعوا وأيدهم البعض عناد منهم أو جهل ..
ثم هل تعلمون ان هناك مكافئة مالية لعامل الهيئة الذي يحضر فضيحة على احد المواطنين ، قد تبلغ بهم الحاجة وحب المال الى إتهامك بما ليس فيك ، أو تضخيم وتقديس مشكلتك ان كان هناك شيء .. وبذلك يقبض مكافأة الفضيحة كاملة .

** أما بخصوص الحجاب فلا اعتقد ان وضع العبائة على الرأس من ضرورياته , لأن تغطية الرأس هو المطلوب مهما اختلف نوع الغطاء , وان اردت ان نناقش أمر الحجاب الشرعي فلا بأس وفي صفحة آخرى .

*** ليس أسامة ابن زيد أيها الفاضل مكان أستدلال صحيح لك هنا حتى تقارنه او تشبهه بمثل هؤلاء القوم الذي سبق وذكرنا بإن اغلبهم من أصحاب السوابق , فتيقن (وتركد) من مواضع كتلك غفر الله لك .

**** بخصوص الحرية لم اقصد ما وصل إليك بل كنت أقول ان ( الاحرار من بني البشر ) لا يرضون ان يُستعبدونَ ويؤمرون من مثل هؤلاء الرعاع وخاصة في أمور شخصية بحتة , والطاعة والعبادة المطلقة لله وحده .

& أن كنت ترى في إنتقاد هؤلاء الفئة محاربة للدين فهذا شأنك ولكن ماذا تقول عن آراء "كبار" علماء ومفكري الإسلام الآتيين :

[list]
- العالم الالماني الكبير المسلم ومفسر القرآن محمد أسد ( كتاب : رسالة القرآن )
- فتحي عثمان ( الاسلام وحرية العقيدة )
- سعيد رمضان ( لشريعة الاسلامية )
- الدكتور مراد هوفمان ( الاسلام كبديل )
- سليمان زيغدور ( نهاية الاسلام الكيس )
- عبدالرحمن الكردي ( الدولة الاسلامية )
- محمد حسين الله ( الاسلام )
- المهندس محمد شحرور ( الكتاب والقرآن )
- نيازي عز الدين ( انذار من السماء ) و ( دين الحقيقة ) و ( دين السلطان )
- الدكتور عبداللطيف المطعني ( الاسلام في مواجهة الاستشراق العالمي )
- الامام محمود شلتوت ( الفتاوي )[/list]
وآراء :
[list]
- جودت سعيد .
- علي الطنطاوي .
- شيخ الأزهر جاد .
- الشيخ محمد الغزالي .
- خالص جلبي .[/list]
ومحلياً أيضاً :
[list]
- واصف كابلي.
- محمد عبده يماني.
- ويوسف الرفاعي . [/list]

ماذا عن آراء هؤلاء الجهابذة الذين يرفضون مبدأ "هيئة" للأمر بالمعروف ؟ ماذا عنهم ؟ هل هم أيضا يريدون محاربة الدين ؟! ..

إن أفسد شئ للأديان هو غرور أصحابها، وأعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحسبون ان انتمائهم المجرد للدين قد ملكهم مفاتيح السماء ، وجعلهم الوارثين الوحيدين للجنة ، وخزنتها !

هل كبح كل فرد منهم أهوائه ؟ هل أمات جشعه ؟ هل جند ملكاته للتسبيح بحمد الله والاهتمام بآلام الناس ؟
لم يفعل شيئا من ذلك ، كل ما يملأ أقطار نفسه أن له بالله علاقة مزعومة ، لا يعرف لها وزن .. ومن ثم فإن هذا "المحتسب" يتوسل إلى أغراضه الدنيوية بما يتاح له من أسباب ، بغض النظر عن قيمتها الأخلاقية ، وقد كان بنواسرائيل قديما مهرة في ارتياد هذه المسالك المعوجة ..
إن صياح الغلاة من المسلمين ألقى في روع الناس أن الإسلام جلاد الإنسان وسجان المرأة وعدو اكتمالهم الإنساني .. فلماذا نفتح لهم الباب حين تعارض هيئتهم الشرع والقرآن والعقل والإنسانية ؟!

يقول الرسول الكريم : (( يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه : لا تتبعوا عورات المسلمين فإن من يتبع عوراتهم يوشك أن يفضحه الله ولو كان في قعر بيته )) ، ثم إن ممارسات هيئة الأمر بالمعروف من تشدد واحتكار للفكر ، حتى إنهم يصرّون على لباس خاص بهم والتمسك بأمور مظهرية للتمايز على خلق الله بأنهم رجال الدين ، فإن كثير من المسلمين ينفرون منهم ، فالعلم لا يورث ، والعلم لا يجر منافع طبقية .

إن أمر الحسبة في الاسلام هو ضبط آداب الشارع من قذف وشتم ومجاهرة بالمعاصي ، وليس التفتيش عن عقائد الناس في قلوبهم ، فلنا الظاهر ، والله يتولى السرائر ، والقاعدة الأصلية في الاسلام أنه ( لا إكراه في الدين ) .

إن هيئة مكلفة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كهذه المطبقة بالسعودية تشويه لمفهوم الأمر بالمعروف في القرآن والإسلام ، هم مجرد مجموعة عبدت ظاهر النصوص القرآنية ، وتركت وعادت جوهرها من تسامح وسعة ..