مراحل حصاد زرع الذرة أو ( الحَشّانْ ) كما يسميها المزارعون في عسير .

والأجمل أن هذه هي الطريقة الصحيحة التي يتم بها ( حشّان ) زرع الذرة ، وبمشاركة بعض الأطفال الذين انغمسوا في العمل مع أبائهم .

ومن الأشياء الجميلة في هذا المقطع ، تلك الأهازيج التي يؤديها هؤلاء الشباب ، ويؤديها معهم أطفالهم الصغار ، على الطريقة التقليدية التي كانت تؤدى بها قديماً ، وهي من الأهازيج التي تبعث الحماس في النفوس ، وتجدد النشاط ، وتشحذ الهمم ، وتساعد على تجاوز التعب البدني والإجهاد الذي ينتج عن هذا المجهود الكبير الذي يصاحب مراحل الحصاد ، وغالباً كل مرحلة لها أهازيج خاصة تتناسب معها .

فمثلاً نراهم في الصباح ( بداية المقطع ) يرددون أهازيج الابتهال التي عادةً يبدأ بها الكادحون يومهم ، وتلاحظون حماسهم في الأداء ، مع أن الرتم بطيئاً نوعاً ما ، وهذا يدل على أن الوقت لازال مبكراً ، وهم لازالوا بكامل حيويتهم ونشاطهم فيقولون :

يالله تفاولنا بطاعتك ... ورضاك فإن رضاك فايده

وفيما بعد الظهيرة ، نراهم يرددون أهازيج المساء ، الأسرع رتماً والأقصر كلمات ، كدلالة على قصر الوقت المتبقي من ساعات النهار .

عمود الضيعة راعيها ... وباقي الناس نفّاعه

ويكملون يومهم على هذه الأهازيج ، حتى غروب الشمس .

وهذه من جماليات الموروث العسيري ، الذي لازم حركة الإنسان في عسير ، ودخل في أغلب تفاصيل حياته .