11- عدم إنكار المنكر :
سواء في البيت أو في السوق أو في أي مكان , فتجد الواحد منهم في البيت يكون مع أهله ويكون عندهم شيء من المنكرات مما هو محرم ثم لا ينكر عليهم ولا يناصحهم ولا يخرج من المكان الذي فيه المنكر بل يبقى معهم ، وقد يجلس أيضاً مع أناس يغتابون أو يشاهدون ويستمعون أموراً محرمة أو مع أناس يدخنون و لا ينكر و لا يحرك ساكناً ، بل يلتزم الصمت ويقول أنا أنكر بقلبي وهذا أضعف الإيمان ! ونقول لمثل هذا : لا أيها الحبيب إن عليك أن تنكر بلسانك ، إن كنت تستطيع ذلك فتناصح مثلاً أهلك أو من تجلس معهم وتبين لهم أن ما هم عليه يعتبر أمراً محرماً فإن استجابوا لك فالحمد لله وإلا فعليك حينها مغادرة هذا المجلس الذي فيه المعصية ، أما الإنكار بالقلب بدون ترك المجلس الذي فيه المنكر فهذا لا يكفي بل قد لا ينكر بعض الملتزمين ولا حتى في قلبه ولا يتمعر وجهه بل تجده يضاحك أهل المنكر وهم يمارسون منكرهم وكأنهم لم يفعلوا شيئاً محرماً ، وعدم إنكار المنكر لا شك أنه يشجع أهل المعاصي بالاستمرار على معاصيهم وعدم التوبة منها إذا لم يجدوا من يناصحهم أو ينكر عليهم خاصة إذا كان معهم من يكون عليه آثار الصلاح0 ولو أن كل إنسان صادق في إيمانه والتزامه عندما يرى منكراً يقوم بالإنكار على صاحبه مباشرة ويطلب منه ترك المنكر أو أنه سيترك له المكان ويخرج لما انتشرت كثيراً من المنكرات حتى أصبحت عند كثير من الناس كأنها أموراً مباحة لا شيء فيها لقلة الإنكار عليهم ، ولاختفت بإذن الله هذه المنكرات المنتشرة ولعرف أصحابها قبحها وشؤمها ولاستحيوا من المجاهرة بها بين الناس ، ولخجلوا في البداية ممن يناصحهم ثم قد يتركونها بعد ذلك نهائياً طاعة لله تعالى ، وبذلك تقل المعاصي والمنكرات بإذن الله تعالى 0 وكذلك فإن بعض الملتزمين قد يرى في الأسواق أو في بعض الأماكن العامة نساء متبرجات سافرات ولا ينكر عليهن ولا يأمرهن بالتزام الحجاب الشرعي 0 بل إن بعضهم قد يكون صاحب معرض خاص بالنساء فتدخل المرأة عليه في المعرض وهي متبرجة كاشفة وتجلس تفاصل معه في السعر فلا ينكر عليها ولا يناصحها ، بل يتركها تخرج كما دخلت دون إنكار أو نصيحة بكلمة طيبة أو باهدائها شريط أو كتيب أو مطوية قصيرة ونحو ذلك مما لا يكلف شيئاً يذكر.
12- التساهل في بعض الأمور التي لا ينبغي التساهل بها :
كالتساهل مثلاً في حجاب المرأة ولباسها والسماح بلبس بعض الملابس الضيقة والغير ساترة أحياناً والسماح لها أيضاً بالذهاب للأسواق أو للخياط أو غير ذلك لوحدها دون محرم أو دون وجود امرأة معها فيتسبب ذلك بخلوتها مع البائعين داخل المحل أو مع الخياط وكذلك التساهل في لباس البنات الصغيرات حيث أن البعض قد يسمح لزوجته بإلباس بناته ملابس قصيرة ,بل قد تكون قصيرة جداً بحجة أنهن صغيرات وقد تصل البنت أحياناً إلى سن العاشرة أو أكثر وهي تلبس ملابس قصيرة إلى حد الركبة تقريباً.
ومن التساهل أيضاً: تساهل بعض الملتزمين في أمر اللحية بتقصيرها وتعديلها واللعب بها , وكذلك التساهل في أمر استقدام الخادمة بدون محرم أو سفر زوجته أو أحد محارمه بدون محرم بسيارة أو طيارة أو نحو ذلك , وهذا كله لا يجوز .
13- الكذب :
فنجد أن بعض الملتزمين قد يكذب في بعض الأمور الصغيرة ويظن أن ذلك لا يضره
شيئاً كالكذب في التخلص من موقف حرج يمر به , أو يكذب ليتفادى خسارة مالية أو يكذب مجاملة لصديق له يريد نصرته أو يكذب في بيع وشراء أو يكذب ليضحك من حوله كما هو منتشر بين الناس فيما يتناقلونه بينهم من حكايات وروايات كاذبة فيها طرافة تروى لمجرد الضحك والتسلية والتي يعلم الجميع أن كلها كذب في كذب ولا يمكن أن يحصل شيء منها ورغم ذلك يرددها وينقلها لمجرد إضحاكهم ونسي هذا المسكين قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ويل لمن كذب ليضحك القوم , ويل له , ويل له ) رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم .
14- الإهمال في حق الزوجة والأولاد :-
وعدم تربيتهم التربية الصحيحة , فتجد البعض يقصر في حق زوجته ويهملها ويتغيب كثيراً عن البيت بحجة الإنشغال في أمور الدعوة إن كان له نشاط في الدعوة أو الإنشغال في تجارة وأمور أخرى فيترك زوجته تقاسي الوحدة والملل والهموم لوحدها أو يترك أولاده هملاً بدون مراقبة وتوجيه وقد يتعرفون على أصدقاء سوء يكونون سبباً في انحرافهم وفسادهم ويكون هو السبب في ذلك .
15- التقصير في مجال الدعوة إلى الله :
فبعض الملتزمين هدانا الله وإياهم ليس له أي نشاط يذكر في الدعوة فلا ينتفع منه أحد بنصيحة أو توجيه ، فيرى الناس من حوله ويرى إخوانه وأصحابه في ضلالهم وغيهم ولا يهتم لذلك ولا يكلف نفسه بدعوتهم أو مناصحتهم أو اعطائهم شيئاً ينفعهم إما شريطاً نافعاً أو كتيباً أو رسالة توقظهم من غفلتهم وسباتهم ، وقد يتعذر البعض بأنه لا يستطيع وعظ الناس وتذكيرهم وليس عنده العلم الكافي لذلك . ولكن هذا ليس عذراً لأن مجال الدعوة إلى الله ليس موقوفاً على الخطابة والالقاء والوعظ باللسان فحسب بل إن مجالات الدعوة كثيرة فمنها الكتابة وإهداء الشريط الإسلامي أو الكتيب أو الرسالة القصيرة إلى غير ذلك مما هو بمقدور كل شخص ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (( بلغوا عني ولو آية ))[رواه البخاري والترمذي] ، والكل يستطيع تبليغ هذه الآية بأحد المجالات المذكورة ، لكن البعض يرى أمامه هذه المجالات المتعددة ولا يكلف نفسه في استغلال شيئاً منها بل يركن إلى الراحة والكسل , بل إن بعضهم قد لا يسهم ولا حتى بشي ء قليل من ماله لخدمة الدعوة فتجده يصرف الألاف على نفسه وعلى أبنائه وعلى أمور كثيرة وقد تكون أكثرها حاجات كمالية وليست ضرورية ولكنه لو طلب منه مبلغاً يسيراً من المال للاستفادة منه في مجال الدعوة لتعذر وبدأ يذكر صعوبة الظروف المالية وكثرة الالتزامات والديون إلى غير ذلك من الأعذار الواهية فلا هو ساهم في مجال الدعوة بلسانه ولا بقلمه ولا بجهده ولا بماله , فلا نفع فيه إطلاقاً, وهذا قد حرم نفسه خيراً كثيراً وذلك لما في مجال الدعوة من الأجر العظيم , قال تعالى :{ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت:33] ، وقال صلى الله عليه وسلم ( لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) [ رواه مسلم ] وقال صلى الله عليه وسلم : ( من دل على هدى كان له مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً ) رواه مسلم
16- التهاون بأمر العمل الوظيفي :
فتجد بعض الملتزمين يتهاون في أمر الدوام الرسمي لوظيفته التي يعمل بها , فتجده يتأخر أحياناً عن موعد الحضور أو يخرج من عمله لغير عذر وبدون استئذان وبعضهم قد يتأخر عن موعد الحضور ولكنه يسجل حضوره في وقت مبكر وكأنه حضر مبكراً وهذا كذب وسرقة من الوقت الوظيفي وبعضهم قد يستغل ما تحت يده من المعدات أو الأدوات أو السيارات الخاصة بالعمل يستغلها لأموره الخاصة . وهذا حرام لأنها من الأموال العامة التي هي لجميع المسلمين ولا يحق له الاستفادة منها إلا في مجال العمل الرسمي فقط .