الموضوع
:
سمات المجتمع الاسلامي
عرض مشاركة واحدة
02-17-2012, 08:44 PM
#
4
مستشار إلمدير العام
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1506
تاريخ التسجيل :
Feb 2005
أخر زيارة :
05-14-2021 (01:21 AM)
المشاركات :
53,343 [
+
]
التقييم :
66
الدولهـ
الجنس ~
MMS ~
لوني المفضل :
Darkgreen
مجتمع جاااااد
العلم الصالح هو العلم الذي يتبعه العمل الصالح إذ أنهما متلازمان، ولا يتصور انفصالهما، إذ لا يكون العمل صالحاً ما لم يبن على علم نافع، ولهذا قدّم الله تعالى الأمر بالعلم على الأمر بالعمل في قوله تعالى:
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات
محمد:١٩
، ولا قيمة لعلم ما ل يتبعه عمل صال، ولا لقول لا يتبعه الفعل، ولذا حذرنا الله سبحانه وتعالى من ذلك
١٠
حيث قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُون
٢
َبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُون
الصف:٢-٣
إن مفهوم العمل الصالح، مرتبط بمفهوم العبادة كما يفهمها المجتمع الإسلامي، فدائرة العمل الصالح واسعة جداً تشمل الحياة وما فيها ولا تختص بالشعائر التعبدية، كما تشمل كيان الإنسان كله ظاهره وباطنه، وهذا ما وضحه الإمام ابن تيمية رحمه الله عند ما عرف العبادة بقوله: "هي اسم جامع لكل ما يح الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة" فكل عمل يؤدي إلى مرضاة الله ويجلب النفع إلى البشرية، فهو عمل صالح يرحب به في المجتمع الإسلامي، ويفتح له الأبواب ويشجع عليه أصحابه، وليس من طبيعة المجتمع الإسلامي تصنيف الأعمال إلى رفيع ووضيع، وإنما يعمل به مادام صالحا وتدعو الحاجة إليه، بينما يضيّق المجتمع الإسلامي على الأعمال العبثية بكل أنواعها، لأنها مهدرة للوقت والجهد، مشغلة عن الجد، فلا مكان لمجتمع أنيطت به مهمة الخلافة في الأرض لمثل هذه الأعمال مهما حاول أهلها تزيينها، وذلك أن المجتمع الإسلامي يقظ بكل أفراده
١١
.
مجتمع متسامح
يجدر بنا أن ننتقل إلى سمة أخرى وهي أهمية التسامح الإسلامي مع معتنقيه وغير معتنقيه على حد سواء.
التسامح في اللغة مصدر سامحه إذا أبدى له السماحة القوية، لأن صيغة التفاعل هنا ليس فيها جانبان، فيتعين أن يكون المراد بها المبالغة في الفعل، مثل عافاك الله، وأصل السماحة سهولة المعاملة فيما اعتاد الناس فيه المشادة، فهي وسط بين الشدة والتساهل
١٢
، فالتشدد في كل شيئ ممقوت، ول يأتي غالباً بخير، أما الرفق واللين فتحقق آثاراً طيبة، ونتائج مثمثرة.
إن السماحة صفة بارزة في المجتمع الإسلامي، لأنها ظاهرة في ثنايا الإسلام كله، فالأحكام الشرعية مبنية عليها، فهذا قول الله تعالى ينطق بها:
فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ
البقرة:١٧٣
، والله سبحانه وتعالى يصف رسوله
بالسماحة ويحثّه للمداومة عليها، وذلك في قول تالى:
َبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِك
آلعمران:١٥٩
، ويرجع معنى السماحة إلى التيسير المعتدل، وهي معنى اليسر الموصوف به الإسلام
١٣
قال النبي
: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا
١٤
".
تظهر السماحة في المجتمع الإسلامي جلية في المواطن التي يظن فيها ظهور ضدها كالانفعال والغضب والأنانية، وذلك في حالات البيع والشراء، وأماكن الاحتكاك العامة، فإن أبناء المجتمع الإسلامي يمتثلون قول النبيّ
: "رَحِمَ اللهُ رَجُلاً سَمْحاً إِذَا بَاعَ وَإِذَا اشْتَرَى وَإِذَا اقْتَ
١٥
"، فالسماحة بمفهومها الواسع، صفة مصاحبة لتصرفات المجتمع الإسلامي، فهم بعيدون عن الانفعالات، معرضون عن التجاوزات، وهذا ما تقتضيه الأخوة في الدين
١٦
.
ولكن كيف نوفق بين تسامح الإسلام وبين بعض الآيات الكريمة مثل قوله تعالى:
لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ
آلعمران:٢٨
. وقوله تعالى:
فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ
التوبة:٥
. الآيات السابقة لا صلة لها البتة بموقف الإسلام المتسامح، لأنه وردت في المعتدين على الإسلام والمحاربين لأهه، وتنفير أفراد الأمة من معاونة خصومها واجب يتجدد في كل عصر
١٧
.
ولا يعني هذا أن المسامحة محصورة بين المسلمين فيما بينهم، فقد أمر الله بها مع المخالفين في الدين، فأمر بالإحسان إلى الوالدين الكافرين، وأذن ببر المخالفين ما لم يكونوا محاربين، وأباح الزواج من نساء اليهود والنصارى، وأجاز المعاملات الدنيوية معهم، وهذه هي السماحة بعينها
١٨
.
ولا يُعْذر المسلم بترك السماحة والإعراض عنها بحجة أن غيره لا يعني بها أو بحجة كثرة الهموم وضغط العمل وسوء الأحوال، فإن الله وصف عباد الرحمن
١٩
بقوله:
وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا
الفرقان:٦٣
.
وسيرة النبيّ
حافلة بالأحداث التي تؤكد سماحته مع كل من تعامل معهم، فهذا أعرابيّ يجذب رسول الله
جذبة شديدة ثم يقول له: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه رسول الله
فضحك ثم أمر له بعطاء
٢٠
".
مناقشة
ناقش مع زملائك عبر المنتدى مفهوم سمة التسامح في الإسلام ومدى اتصاف المسلمين بهذه السمة في هذا العصر؟
فترة الأقامة :
7515 يوم
الإقامة :
ديار الامجاد
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
4529
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
7.10 يوميا
سد الوادي
مشاهدة ملفه الشخصي
زيارة موقع سد الوادي المفضل
البحث عن كل مشاركات سد الوادي