![]() |
من دعاء القنوت
[وعافنا في من عافيت]
أي عافنا من امراض القلوب وامراض الابدان امراض الابدان معروفة لكن امراض القلوب تعود الى شيئين الاول : امراض الشهوات التي منشؤها الهوى : ان يعرف الانسان الحق لكن لايريده , لان له هوى مخالف لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم الثاني : امراض الشبهات التي منشؤها الجهل , لان الجاهل يفعل الباطل يظنه حقا , وهذا مرض خطير جدا فنحن نسأل الله المعافاة والعافية من امراض الابدان , و من امراض القلوب التي هي أمراض الشبهات , وامراض الشهوات |
[وتولنا فيمن توليت]
ان يستشعر العبد انه يسأل ربه , ان يتولاه الولاية الخاصة لان الولاية العامة , شاملة بكل احد مؤمن وكافر فكل احد فالله مولاه (ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ ) فالسائل اذا قال تولني فيمن توليت يريد الولاية الخاصة في قوله تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} |
[وبارك لنا فيمن اعطيت ]
أي انزل لنا البركة , وهي الخيرات الكثيرة الثابتة فيما اعطيتني من المال و والولد , والعلم و وغير ذلك فتسأل الله البركة فيه لان الله اذا لم يبارك لك فيما اعطاك حرمت خيرا كثيرا . ما اكثر الناس الذين عندهم مال كثير , لكنهم في عداد الفقراء لانهم لاينتفعون بمالهم , يجمعونه ولا ينتفعون به , وكثير من الناس عنده اولاد , لكن اولاده لا ينفعونه , لما فيهم من عقوق والبعض أعطاه الله علما , لكنه بمنزلة الأمي لايظهر اثر العلم عليه في عبادته , ولا في اخلاقة , وهذا من نزع البركة نسأل الله السلامة والمعافاة |
[وقنا شر ماقضيت ]
أي قنا شر الذي قضيت , فان الله تعالى يقضي بالشر لحكمة بالغة حميدة , وان كان المقضي شرا . الا ان قضاء الله كله خير , ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما اثنى به على ربه : (والخير بيديك والشر ليش اليك ) لهذا لا ينسب الشر الى الله سبحانه |
[انك تقضي ولا يقضى عليك]
الله عز وجل يقضي قضاء شرعيا , وقضاء كونيا فالله تعالى يقضي على كل شيء , وبكل شيء , لان له الحكم التام الشامل [ولايقضى عليك] أي لايقضي عليه احد فالعباد لايحكمون على الله والله يحكم عليهم العباد يسألون عن اعمالهم وهو لا يسال {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} |
( انه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت) وهذا كالتعليل لقولنا فيما (سبق وتولنا فيمن توليت) فإذا تولى الله الانسان , فإنه لا يذل واذا عادى الله الانسان , فانه لا يعز ومقتضى ذلك اننا نطلب العز من الله سبحانك ونتقي من الذل بالله فلا يمكن ان يذل احد , والله وليه , فالمهم هو تحقيق هذه الولاية وبما تكون هذة الولاية ؟ تكون بوصفين بينهما الله في كتابه: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } فمن كان مؤمنا تقيا كان لله وليا . |
(ولا يعز من عاديت )
يعني ان من كان عدو لله , فانه لايعز بل حاله الذل والخسران والفشل , قال الله تعالى : { مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} فكل الكافرين في ذل وهم أذلة , ولهذا لو كان عند المسلمين عز الاسلام , وعز الدين , وعز الولاية , لم يكن هؤلاء الكفار على هذا الوضع الذي نحن فيه الان , حتى اننا ننظر اليهم من طرف خفي ننظر اليهم من طريق الذل لنا و والعز لهم !! |
الأزديه
نفع الله بك ,,وبارك لك في عملك وعلمك .. |
أسأل الله لك الأجر والمثوبةوجزأك الله الجنة |
الله يجزاك الجنه ..ويتقبل منا ومنك
|
الساعة الآن 12:39 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.0 PL2 (Unregistered) TranZ By
Almuhajir